انتهى المونديال الأول على أراض عربية، حصد خلالها اعجاب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة، وتصدت دولة قطر لاحتضان هذه النسخة لتثبت للعالم بأسره أن المستحيل ليس ليس عربيا، تصدت بنجاح لكل التوقعات بالفشل وتبارى أبنائها على إظهار الكرم العربي وحسن الضيافة، والتمثيل لوطنهم وثقافاتهم وتعاليم ديننا السمح، ورفضوا بكل قوة ما يمس العقيدة والانسانية السوية.
لكن البعد السياسي لهذه النسخة، كان الأبرز بين أحداثها الكثيرة، الاستفتاء السياسي على القضية الفلسطينية، والتأييد الذي كان جارفاً وصوتاً أممياً لم يعرف حدوداً أو لونا او عرقاً او ديانة عبر كل الحدود المصطنعة وكسر حاجز الصمت حول العالم، وهتف الجميع باسم فلسطين بكل اللغات وحملوا علمها علم الحرية في اشارة الي تأييد أممي مطلق لعدالة هذه القضية وانحياز عادل لشعب ما زال يعاني منذ سبعة عقود من الفاشية والاحتلال والتمييز العنصري وبناء الحواجز وجدار الفصل العنصري وكل أشكال الابرتهايد.
لم يسمح مشجعو الكرة لأحد بأن يمس فلسطين بسوء، وكانت الفرحة غامرة عندما يتلقون علماً او وشاحاً او سواراً لفلسطين، وكانوا يطلقون عبارات التأييد والهتاف عبر أي كاميرا تصور الحدث، وعلى النقيض كان التعامل مع كاميرات ومراسلي كيان الاحتلال الذين واجهوا رفضاً مطلقاً واستهجانا وانسحاب ومشادات، وبل حتى القلة القليلة التي تحدثت لهذه الكاميرات بدى لهم أن يعلنوها ومن تلفزة الاحتلال (فلسطين حرة) بالعربية والانكليزية بلغات ولهجات العالم أسره.
كفلسطينيين تلقينا هذه الإشارات والفيديوهات والصور، بسعادة غامرة، فرهانناً على الشعوب وضمائرهم الحية، يبرق لنا ببارقة حرية، ويشعل في نفق الاحتلال المظلم ألف شمعة لنعبر هذا النفق ونصل الى الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وتتحرر المقدسات بشكل كامل.
العروبة ما زالت بخير، عاشت عروبتنا من المحيط الى الخليج.