أبو الحجاج السيد يكتب | جهود مصر لفلسطين

0

لطالما كانت القضية الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص في صميم عمل السياسة الخارجية المصرية وتمثل مسؤولية قومية وجغرافية وتاريخية. إن ارتباط مصر بغزة ليس وليد الأحداث الأخيرة بل هو امتداد لدور ثابت ومحوري سطرته القاهرة عبر عقود طويلة مؤكدة على أن دعم الشعب الفلسطيني جزء أصيل من هوية الدولة المصرية العظيمة ثم إن جهود الدولة المصرية تجاه غزة أشبه برسالة بعلم الوصول ترسل باستمرار لتؤكد حضورها وتأثيرها المباشر في هذا الملف الذي هو محط أنظار العالم بأكمله
ومعبر رفح بوابة هو الأمل والملاذ للشعب الفلسطيني في أوقات الأزمات وخاصة العدوان المستمر على قطاع غزة وهو ما يبرز دور مصر كشريان حياة رئيسي ولقد كان معبر رفح هو البوابة الوحيدة التي ظلت مفتوحة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية الحيوية للقطاع المحاصر وتواصل مصر رغم التحديات والعقبات التي تفرضها الأوضاع الراهنة تكثيف جهودها لضمان تدفق هذه المساعدات.
وتشير الإحصاءات إلى أن النسبة الكبيرة تتجاوز الـ 80% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة كانت مقدمة من الحكومة المصرية والمجتمع المدني المصري ولم يقتصر الدعم الإنساني على الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية بل امتد ليشمل استقبال آلاف الجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية بالإضافة إلى تسهيل عبور أهاليهم وهذه الجهود تعكس التزاماََ إنسانياََ عميقاََ وتضامناََ لا يتزعزع مع الشعب الفلسطيني وتؤكد أن مصر تحمل على عاتقها تخفيف المعاناة عن أشقائها في غزة ولقد أعلنتها واضحة بأنه لن يتم تصفية القضية الفلسطينية ولن يتم تهجير أهالي غزة عن أرضهم على حساب الدولة المصرية العظيمة
وهناك على الصعيد السياسي والدبلوماسي لم تدخر مصر جهداََ في مساعيها للتهدئة ووقف إطلاق النار وإيجاد حلول للأزمة….
إن الدور المصري في الوساطة بين الأطراف المتنازعة يعد حجر الزاوية في أي جهود دولية لتحقيق الاستقرار ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوترات انخرطت القاهرة في مفاوضات مكثفة غالبًا بالتنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين ولقد نجحت مصر في مرات عديدة في التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وتعمل باستمرار على تثبيت هذه التهدئة ووضع ضمانات حقيقية لعدم تكرار الاعتداءات.
إن الهدف الأسمى لمصر هو إرساء سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهذا الموقف الثابت هو ما تكرره القيادة المصرية في كل المحافل الدولية وتدعو إليه بوضوح مؤكدة أن هذا هو السبيل الوحيد لإرساء الأمن والاستقرار الدائم في المنطقة ورفض حاسم للتهجير وتصفية القضية من أهم المواقف المصرية الثابتة والحازمة تجاه غزة وهذا الرفض الكامل والمطلق لأي سيناريوهات تهجير قسري للشعب الفلسطيني من أراضيه.
لقد أكدت مصر مرارا وتكرارا أن تهجير الفلسطينيين هو خط أحمر ويمثل تصفية للقضية الفلسطينية وتقويضًا لأي أفق للسلام وهذا الموقف الصارم يعكس فهما عميقا للأبعاد التاريخية والجغرافية للقضية وحرصًا على الأمن القومي المصري والإقليمي…
إن التزام مصر بالقضية الفلسطينية لا يتأثر بتغير الظروف أو الضغوط الدولية وهو ارتباط مدفوع باعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الدم والتاريخ والقومية وهذه الجهود المصرية التي تصل بعلم الوصول دائماََ إلى كل ذي صلة بالقضية تؤكد أن القاهرة ستظل الداعم الأكبر والضامن الرئيسي لحقوق الشعب الفلسطيني ولن تتوقف عن تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الأشقاء في غزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.