أحمد الكيال  يكتب | أكتوبر إرادة الانتصار وعزيمة البناء

0

تحل علينا الذكرى الواحد والخمسين لنصر أكتوبر المجيد، ذلك النصر الذي قاتل المصريون من أجله، ودفعوا أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، الذي أقسمنا على حمايته، وصون ترابه وحدوده مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات.
أثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، ما أكد للجميع، أن الشعب المصري، ضرب أروع صور البطولة، ووقف إلى جوار قواته المسلحة.
أهدرت الحرب أسس الاستراتجية العسكرية لإسرائيل من خلال فشلها في تقديرها لقوة الدول العربية بقيادة مصر، وإمكاناتها العسكرية، وفشلت أيضًا في تحليل المعلومات المتحصل عليها، بحيث لم تستطع التوصل إلى نوايا المصريين في بدء الحرب ضدها. وهي بذلك أهدرت الأساس الأول لاستراتيجيتها العسكرية، بالاحتفاظ بقوة رادعة. كذلك أهدرت الأساس الثاني لاستراتيجيتها العسكرية، بقدرة استخباراتها العسكرية على اكتشاف نوايا العرب، لشن حرب ضدها في وقت مبكر.
بداية من عصر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي تم التركيز بشجاعة على برنامج الإصلاح الاقتصادي، وخلال تصريحاته لفت إلى أن تأخر اتخاذها إجراءات الإصلاح من قبل كان له تأثير على دعائم الاقتصاد والاستثمار، ومنها مشروع رأس الحكمة.
من الناحية الاجتماعية، كما قامت مصر بتعديل السياسات النقدية عن طريق وجود سعر مرن للعملات، وتحرير سعر الصرف، ما انعكس على جذب الاستثمارات، ومحاصرة السوق السوداء للعملة، وزيادة تنافسية الصادرات.
وأصدرت قانون الاستثمار، وإقرار قانون منح التراخيص الصناعية، وفي نفس الوقت، تم إصلاح شبكة الطرق، وإنشاء طرق جديدة، بالإضافة إلى الاستكشافات الجديدة للبترول.
فضلًا عن الكثير من المشروعات القومية كالمشروع القومي لتنمية سيناء، وإنشاء الجامعات الأهلية لاستيعاب الطلاب الحالمين لدراسة العلوم المختلفة، والمشروع القومي لإنشاء مخازن استراتيجية للمنتجات الغذائية وغيره. وستظل ذكرى حرب أكتوبر درسًا مهمًا لدفع مصر دائمًا نحو البناء والتعمير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.