أحمد الكيال يكتب | المسرح المدرسي .. مساحات إبداعية

0

يُعد المسرح المدرسي جزءًا من المناهج الحديثة، إذ يساعد على تكوين عادات ومهارات وقيم لازمة لمواصلة التعليم والمشاركة في التنمية الشاملة. وتكمن أهمية المسرح المدرسي وفاعليته في رفع مستوى تحصيل الطلاب، وتعريفهم بتراثهم وتاريخهم وحضارتهم، وتمكينهم من التعرف على حياة الآخرين ومشاكلهم، وتنشئتهم على القيم والأخلاق وكيفية التعامل مع الآخرين، وتنمية قدرتهم على التعبير.
المدرسة هي المكان الحقيقي للتعليم والتعلم، وتهدف إلى تحقيق النمو الشامل للطالب من الناحية المهارية والوجدانية والمعرفية، ويُفترض أن يمارس كل طالب جميع الأنشطة المدرسية سواء الرياضية أو الفنية أو الثقافية أو العلمية.
إن المسرح المدرسي يتيح للطالب فرصة لإظهار إبداعه واتساع خياله عبر الارتجال والحوار واقتراح أعمال مسرحية تعبر عن طموحاته وآماله، كما يسهم النشاط المسرحي في حل بعض المشكلات السلوكية أو الانطوائية التي قد يعاني منها بعض الطلاب.
يوفر المسرح المدرسي بديلاً للتلقين، مما يستدعي “مسرحة المناهج” والاهتمام بجودة نصوص المسرح المدرسي، وأن يتولى المسؤولية عنه أشخاص ذوو خبرة تربوية يدركون الأهداف التربوية المرجوّة من المسرح المدرسي، بحيث ترتقي الأنشطة بوعي الطفل ليصبح أكثر انفتاحًا وثقة بنفسه.
تكمن أهمية المسرح المدرسي أيضًا في مكافحة الأفكار الظلامية والتطرف الفكري من خلال إعداد مسرحيات توعوية للأطفال حول قضايا متنوعة لتعزيز الشعور الوطني. فالمسرح لغة مشتركة بين الشعوب على اختلاف العرق والدين واللغة، وهو مدرسة مثلى نأخذ إليها أبناءنا لزرع القيم الفاضلة في نفوسهم ومعالجة السلوكيات الخاطئة، ولزيادة الوعي لديهم.
يُقال إن المسرح أبو الفنون، ففي قاعات الدراسة يمر الطلاب بالعديد من المواقف السلوكية والتعليمية والتربوية عبر المواد الدراسية المختلفة، وفي مقدمتها حصص اللغة العربية بمهاراتها: القراءة، الكتابة، التحدث، الإملاء، والاستماع، وهذه جميعها تتكامل في التعبير الشفهي والكتابي كونه النشاط اللغوي الذي يمثل ركيزة التربية في مجالات متعددة يلعب المسرح فيها دورًا رئيسيًا. ونختم المقال بمقولة شكسبير: “أعطني مسرحًا، أعطيك شعبًا مثقفًا واعيًا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.