أحمد حسن عمر يكتب | التحول الرقمي والمستقبل (1-2)

0

سيكون مدى ذكاء وتعاظم الدول في بناء وإدارة وتشغيل الحكومات والبنى التحتية والأعمال مبني على التحول الرقمي والذي يعتبر أحد أهم العوامل التي تحدد مستقبل شعوبها. فالقادة يتطلعون إلى تحسين الكفاءات وتقليل الإنفاق وتطبيق الخدمات الجديدة بسرعة ومرونة. هناك إمكانات ضخمة في مصر لبناء مجتمعات فعالة وتنافسية ومستدامة عبر التحول الرقمي، والذي سيعمل أيضاً على تحقيق تغيير جذري في خدمات المواطنين وفي مجالات متعددة مثل الصحة والتعليم والسلامة والأمن والتي ستحقق رضا المواطنين وراحتهم. كما يُساهم التحول الرقمي في تحوّل أساليب العمل في العديد من القطاعات، كالنفط والغاز والخدمات المصرفية وتجارة التجزئة والسياحة والصناعات التحويلية إلى أساليب حديثة يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة ومبتكرة لتكون مساهمة في النمو الإقتصادي الكبير.
التحول الرقمى فى قطاع الصحة يساعد المريض، حيث يكون تاريخ المرضى وأمم الطبيبالمعالج الكترونيا، وما إنْ يصف الطبيب الأدوية تكونا جاهزة للصرف من الصيدلية، دون روشتة ورقية، وإن كان المريض مشتركاً فى مشروع للتأمين الصحى لا تستطيع تبديل الدواء بأى منتج أخر مثل مساحيق التجميل او شامبوهات أو كريم حلاقة ….الخ ، وان كان هناك خطأ فى وصف الدواء، ترفض الصيدلية «الذكية» صرف الدواء لخطورته، وتُرجع الأمر للطبيب. ومع التحول الرقمى يمكن للفرد الاطلاع على مخالفاته المرورية، والاعتراض عليها، والتظلم منها وسداد قيمتها وهو فى بيته وفى أى وقت.. ومع التحول الرقمى يمكن متابعة ابنك فى مدرسته أو سداد رسوم الدراسة بدون الذهاب للمدرسة.. وبالتحول الرقمى يمكن استخراج أى شهادة أو حكم قضائى من خلال التليفون المحمول.. وبالتحول الرقمى يمكن التعاقد على استيراد صفقة من الخارج دون سفر أو عناء، ومن خلال الكمبيوتر، والمحمول يتم التعاقد عليها وتشحنها، ومتابعة خط سيرها وتسديد جماركها وتنقلها الى اى مكان، وأهم ما فى هذا كله يمكن ثضاء الطلبات والحصول على الخدمات، بعيداً عن الطوابير والشبابيك والرشاوى والاكراميات وخلافه.
ولقد أصبح التحول الرقمى من الضروريات المهمة والعاجلة، لتحسين الخدمات التى تقدمها الحكومة والمؤسسات العامة والخاصة أيضاً للجمهور، وتوظيف التكنولوجيا لخدمة المجتمع وتقديم هذه الخدمات بسرعة وسهولة فائقة فى مجالات الصحة والتعليم والقضاء والصناعة والزراعة والاستثمار والاسكان والإدارة المحلية والجمارك والضرائب والبنك والمرور والجوازات والتراخيص والأحوال المدنية وغيرها.
ولكى يتم تنفيذ برامج التحول الرقمي لابد من خطة لتطوير الكفاءات والقدرات البشرية داخل المؤسسة وتنميتها، ويكون ذلك بتوظيف كفاءات وقدرات جديدة ذات خبرة ببرامج التحول وبالاستفادة من الوسائل التكنولوجيا وأيضا وبشكل مواز تطوير القدرات والكفاءات الحالية في المؤسسة، وهذا التطوير لا يقتصر على تطوير كفاءات استخدام الوسائل التكنولوجيا ولكن يتعداه لترسيخ أهمية برنامج التحول الرقمي للمؤسسة وللموظف وتطوير روح المبادرة والمرونة وكيفية تطوير كفاءة عمله اليومية وذلك في أعمال ووظائف ذات أهمية أكبر وذلك بعد الاستفادة من التكنولوجيا في أعمالهم اليومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.