أحمد حسن عمر يكتب | الفن التشكيلي ومواكبة العصر

0

الفن التشكيلي هو نوع من الفنون، اشتقَ اسمه من كلمة plasticize التي تعني “قالب”، لتصف مفهوم الفن التشكيلي القائم على النمذجة أو التشكيل ثلاثي الأبعاد، والنوع الأكثر شيوعًا للفن التشكيلي هو النحت، ويشمل الفن التشكيلي أيضًا الكولّاج، والفنون الورقية، والفسيفساء، والأعمال الخشبية والزجاج ويعد الرسم أيضًا من أهم وأبرز أشكال الفن التشكيلي، وعمومًا الفن التشكيلي من الفنون البصرية أو المرئية التي تتميز عن غيرها من الفنون مثل الموسيقى والأدب والرقص، ومن التسميات الشائعة للفن التشكيلي؛ الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية، وفنون الجرافيك.

لقد عرف المصريون الفن التشكيلي في صورته الحديثة منذ ما يقرب من100 عام، وجاء ذلك مواكبًا للصحوة المصرية في أوائل القرن العشرين بعد قرون طويلة من التخلف الحضاري، كما تعرفوا خلال هذه الفترة أيضًا على فنون أخرى كالمسرح والسينما والموسيقي والباليه، وقد استفاد المصريون من الوقوف على هذه الفنون الحديثة في استعادة مجدهم الحضاري والفني عبر العصور المختلفة لأنهم أدركوا أن الفن ناقل ثقافات الشعوب، فعكفوا على إحياء القيم الفنية الفرعونية والمسيحية والإسلامية بكافة الوسائل التي تعزز خصوصيتهم الثقافية وعقائدهم الدينية ومذاهبهم الاجتماعية مقتبسين من التجارب الغربية بما يتفق ويتناسب مع حياتهم دون إسراف أو انبهار بالحضاره الغربية. كما كان طبيعياً منذ قرن من الزمن أن تتجه أبصار المصريين الوافدين الجدد لعالم الإبداع الفني تجاه الغرب صاحب التقاليد الراسخة في مجال الفنون ليتمثلوا إنجازاته الكبرى، وينقلوا أساليبه الفنية، ويحتذوا نماذجه الشهيرة، ويتعلموا تقنياته ومهاراته، وفي النهاية يبدعوا فى إنتاجهم الفني، وبالفعل ظهرت أعمال فنية كشفت عن ابداع المصريين واحاسيسهم الفنية المرهفة، والتي عبرت بقوة عن أصالتهم الثقافية والفنية، وقد تمثلت هذه التقنيات والمعالم في الأعمال التي ابتدعها كل من الفنانين محمود مختار، وعبد الهادي الجزار، وصلاح عبد الكريم، وجمال السجيني في أعمال النحت، وأحمد صبري، وسمير رافع، وراغب عياد، وحامد ندا، وسيف وانلي، ومي رفقي.. وغيرهم في مجال التصوير الزيتي.

وعلى الرغم من احجام الناس والنقاد عن الفن التشكيلي، أو التعريف به من خلال وسائل الإعلام المرئية، أو المسموعة، أو المكتوبة لأسباب اجتماعية وتعليمية وثقافية تهيمن على المجتمع المصري وتسيطر على مجريات أحداثه وسياساته إلا أن الفن التشكيلي مازال يجتذب إليه بين الحين والحين أجيالاً جديدة من المواهب تحاول إعادة هيبته وقيمته إلى الحياة الثقافية المصرية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.