يواجه العالم مخاوف كبيرة من تلوث البيئة، وتعددت الأسباب ، ويعتبر النمو السكاني أحد العوامل الرئيسية في المشكلة، حيث ان فهم العلاقة بين النمو السكاني والقضايا البيئية يعتبر الخطوة الأولى نحو تحديد الحلول الحقيقية. وتمثل البيئة كل ما يُحيط بالإنسان ويؤثر على قدرته على العيش على الأرض، ويشمل الهواء، والمياه، والنباتات، والحيوانات، وغير ذلك مما تحتويه البيئة.
يمثل النمو السكاني الزيادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في منطقة معينة حيث يحتاج المزيد من الأشخاص إلى المزيد من الموارد مما يعني أنه مع زيادة عدد السكان تستنفد موارد الأرض بسرعة أكبر نتيجة هذه الزيادة مما يؤدى الى مشاكل بيئية.
تستحوذ الدول النامية على 77 % من سكان العالم بينما تحصل على 15 % فقط من دخل العالم ، وحوالي مليارين من البشر يعيشون في أدنى مستوى من التنمية البشرية، ومعظمهم من أفقر سكان العالم.
لقد استحوذت خمس دول إفريقية على النصيب الأكبر من الزيادة التي سجلها العدد الكلي لسكان العالم البالغ نحو 8 مليار نسمة ، حيث سجلت كل من نيجيريا وإثيوبيا ومصر وتنزانيا والكونغو الديمقراطية بالإضافة الى ثلاث دول آسيوية النسبة الأكبر من الزيادة العالمية، وتعتبر مصر من اكثر الدول نموا في تعداد السكان في العالم والمتوقع ان يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار في عام 2050، مما سيسبب على مصر دعم حوالي 60 مليون شخص إضافي خلال السنوات القادمة مع نمو عدد السكان إلى 121 مليون نسمة في عام 2030 وحوالي 160 مليون في عام 2050 ، وفد يتضاعف عدد سكان مصر ليصل إلى نحو 225 مليونًا بحلول نهاية هذا القرن.
بُنظر للمشكلة السكانية بانها تمثل عدم التوازن بين زيادة عدد السكان وما يقابلها من الموارد والخدمات دون تزايد فرص التعليم والصحة وفرص العمل وارتفاع المستوى الاقتصادي فتظهر المشكلة في زيادة المعدلات السكانية ومعدلات التنمية التي لا تناسب مع معدلات الزيادة السكانية وما يصاحبها من انخفاض مستوى معيشة الأفراد. والجدير بالذكر أن المشكلة السكانية تتمثل أيضاً بالنقص في عدد السكان وتتمثل فى الأزمات والمشكلات المرتبطة بها من خلال نقص الأيدي العاملة وتدني مستوى الانتاجية ومشاكل مرتبطة بالأسرة.. الخ
ومن ثم فان المشكلة السكانية لا تخضع لقانون عام ولا تأخذ نفس المعنى والنتائج نفسها في كل المجتمعات وعلى اختلاف المراحل، بل لكل مجتمع ولكل مرحلة معطياتها الاقتصادية، والتي تحدد طبيعة هذه المشكلة السكانية.
