أحمد حشيش يكتب | محاربة الفساد في الجمهورية الجديدة
أصبح الفساد ظاهرة خطيرة، لا تخلو منها أي دولة سواء الغنية أو الفقيرة، وتتمثل خطورته في أنه يضعف الولاء ويزعزع الانتماء للوطن ويفقد أفراد المجتمع الثقة في الجهود التي يتم بذلها من جانب الدولة والحكومات في الإصلاح، وما يترتب عليه من انتشار جو عام من الإحباط بين المواطنين، والذي قد يؤدي الي انتشار العنف وظهور الإرهاب.
لذلك فإن مكافحة الفساد هو بمثابة واجب وطني علي كل شريف غيور علي بلده، والجدير بالذكرأن الأمم المتحدة سعت لوضع إتفاقية دولية لمكافحة الفساد بغرض تنسيق الجهود الدولية لمكافحته، وبالفعل اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC) في عام 2003م, والتي تضم العديد من الدول وقد وقعت عليها مصر.
وتتعدد أشكال الفساد في المجتمعات فمنها الفساد الأداري والفساد السياسي والفساد الأقتصادي والفساد التشريعي وغيرهم الكثير.
وفي الواقع، أن أنواع الفساد المختلفة متداخلة بشـكل كبير، ولكن بتحليل تفاصيل أشكال الفساد المتعددة، يتضح (من وجهة نظري) أن الفساد السياسي هو أخطر أنواع الفساد، وهو الذي يقود الي كل أنواع الفساد الأخرى، فعندما يكون هناك فساد بين السياسيين فإن هذا يفتح الباب للإداريين ليمارسوا الفساد الإداري، كما يفتح الباب أمام الأقتصاديين لممارسة الفساد الأقتصادي.
كما تسعي الدولة المصرية في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الي محاربة الفساد والحد من أشكاله المختلفه من خلال إعادة إحياء القيم العليا والساميه للفرد والمجتمع ومجابهة القيم السيئة التي تحض على الوساطة والرشوة والمحسوبية، بالأضافة الي الإرتكاز علي محددات أقتصادية تساعد علي زيادة الرخاء لمعظم فئات المجتمع وأرتفاع مستوي الدخل للمواطن وتقليل البطالة، مثل أنشاء مشروعات قومية عملاقة وأقامة العديد من إقامة المؤتمرات العالمية لدعم الاقتصاد المصري، وكذلك الدعم القوى والمتواصل مع الدول العربية والأجنبية لتشجيع الاستثمار.
وبالرجوع الي الأصلاح السياسي، حيث يعتبر هو محور الارتكاز لكل أنواع الإصلاحات الأخرى حيث يختص بكافة الإجراءات التي تقع عبء القيام بها على عاتق الحكومة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية من خلال التمسك بقيم الديمقراطية والشفافية والنزاهه وتفعيل الدور الرقابي من قبل الهيئات التشريعية والجهات الرقابية، في مجتمع يسوده استقلالية القضاء، ليظهر بعد ذلك دور الشعب المصري الوطني الكريم ليعملوا علي قلب رجل واحد ويتراصون كتف في كتف ليتنافسوا في بذل قصاري جهدهم من أجل محاربة الفساد ومكافحته.
وفي النهاية ندعو الله أن يحفظ مصر رئيسًا وقيادة وشعبًا.