أحمد حشيش يكتب | من قلب أفريقيا إلي المتوسط

0

“شريان” حيوي جديد، يهدف إلى تعزيز التنمية التجارية والاقتصادية في القارة الأفريقية، من خلال ربط بحيرة فيكتوريا، التي تعد أكبر بحيرة من حيث المساحة في القارة السمراء، بالبحر الأبيض المتوسط. في حال تنفيذ هذا المشروع بنجاح، سيكون شريانا لتدفق حركة التجارة والسياحة من وسط أفريقيا إلى الخارج، ما سيجعل مصر “حلقة وصل” بين أفريقيا وأوروبا، ويعزز مكانتها في القارة السمراء. بالإضافة إلى مصر، سوف تستفيد دول أخرى بشكل غير مباشر من هذا المشروع، حيث أن الفوائد، ستعود عليها عبر ربط طرقها الداخلية بشبكة الطرق المزمع إنشاؤها ضمن هذا المشروع، ما يسهل حركة التجارة بينها وبين دول حوض النيل.
لكن السؤال الأهم، الذي يشغل بالي، هو: هل يمكن تنفيذ هذا المشروع العملاق على أرض الواقع في ظل العديد من المعوقات؟
من الناحية الهندسية، يواجه هذا المشروع تحديات كبيرة، وأبرزها صعوبة توفير ممر ملاحي كامل، يتيح مرور السفن التجارية بطول نهر النيل من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط. ويرجع ذلك لعدة أسباب، مثل الهيكل الإنشائي للسد العالي، الذي يشكل حاجزا، يمنع حركة السفن لعدم احتوائه على هويس، يسمح بمرورها. كما أن السد العالي، ليس العقبة الوحيدة؛ فهناك سدود أخرى، مثل سد نالوبالي، وسد بوجا جالي، الذين لا يتضمنان هياكل تسمح بمرور السفن.
وتزيد من صعوبة المشروع بعض العوائق الطبيعية في مسار النيل، مثل الشلالات والأعماق الضحلة، التي تعوق حركة السفن الضخمة. لذلك، من الضروري دراسة حلول هندسية، لتجاوز السدود، التي لا تسمح بمرور السفن، مثل إنشاء مسارات بديلة في المناطق التي تشهد عوائق طبيعية، كإقامة خطوط سكك حديدية وطرق برية لنقل البضائع إلى أقرب نقطة، لتستأنف بعدها الملاحة النيلية.
أتمنى أن يتحقق هذا المشروع، وألا يبقى مجرد حلم، يتداول في اجتماعات القادة الأفارقة. إضافة إلى ذلك، فإن الآثار الاقتصادية الإيجابية لهذا المشروع، ستلعب دورًا ملموسًا في زيادة التعاون التجاري بين مصر وإثيوبيا، ما قد يحقق مردودًا سياسيًا إيجابيًا في المنطقة. قد يساعد هذا المشروع أيضًا في تحسين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، والمساهمة في حل المشكلات العالقة بينهما وتخفيف حدة التوتر.
إن نجاح هذا المشروع، سيخلق منافع اقتصادية حقيقية ومباشرة لدول القارة على المدى الطويل، مثل: بوروندي، الكونغو، كينيا، رواندا، جنوب السودان، السودان، تنزانيا، وأوغندا، بالإضافة إلى دول المصب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.