أحمد عصام يكتب | أولويات الحكومة والمواطن

0

مع حالة الغلاء التي يشهدها العالم في السلع الأساسية، ونقص إمدادات الغذاء، تبقى الحالة المصرية متفردة وقادرة على امتصاص كثير من الصدمات لدى الفئات الفقيرة والمتوسطة، من خلال برنامج الدعم العيني للسلع الأساسية والخبز، الذي يخدم نحو 70 مليون مواطن بكفاءة و انتظام.
ولا يقتصر برنامج الدعم العيني في غايته على تحقيق الحد الأدنى من الأمن الغذائي الحقيقي لهذه الأسر، ولكن أيضاً يلعب دوراً كبيراً فى إحداث التوازن بين العرض والطلب في السوق.
فلا شك أن توفير الدولة المصرية لنحو 300 مليون رغيف خبز مدعم يوميا، بقيمة لا تزيد عن 5 قروش لـ70 مليون مواطن مسجلين على قاعدة بيانات وزارة التموين والتجارة الداخلية ، يحفط بشكل كبير من الطلب على الخبز السياحى أو الحر لبقية الأسر والطبقات .
وإن كانت هذه الآليات جيدة لكنها لا تكفي وحدها لضبط نظرية العرض والطلب، التي تضمن بيع السلع الأساسية بدون مغالاة أو تحقيق أرباح باهظة ، ترتقي إلى حد الاحتكار.
وفي هذا الصدد تاتي توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتوسع في إقامة المعارض الدائمة للسلع الغذائية، ومساهمة كل الجهات المعنية في تحقيق الوفرة المطلوبة، وهو ما يقوم به جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، وتقوم به شركة آمان التابعة لوزارة الداخلية، إلى جانب الدور الأساسي الذي تلعبه المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين، والتي توفر السلع بخصومات تزيد عن 25% عن أسعار السوق.
وتتزامن كل هذه المبادرات، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي يكثر فيه الطلب لا إراديا على السلع الأساسية والياميش، وهو التحدي الذي تراهن الدولة المصرية على تحقيقه، من خلال معارض “أهلاً رمضان”، ومبادرة “كلنا واحد” المنتشرة في كافة المحافظات.
ويبقى الرهان الأهم على ثقافة الترشيد و تعامل المواطن مع بعض التجار المغالين في أسعار السلع بالمقاطعة والإبلاغ عن طريق الخط الساخن لجهاز حماية المستهلك لتحقيق الردع المجتمعي.

* أحمد عصام، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.