أحمد فاروق عباس يكتب | التلاعب في الانتخابات الأمريكية (1-3)

0

مازلنا مع الحياة السياسية الداخلية في امريكا وقضاياها ، ونبحث اليوم قضية التلاعب والتزوير وتزييف الانتخابات في أمريكا ولماذا تظهر مرات وتخبو مرات اخري …
والشكوك القوية حول تزوير الانتخابات الرئاسية في أمريكا قديمة، وجاءت علي لسان شخصيات كبيرة ومسئولة، وليست ادعاءات رجال مجهولين أو مبالغات صحف، فقد وجهت اتهامات عديدة بالتزوير في كثير من الانتخابات الامريكية ، أشهرها انتخابات ١٩٦٠، ١٩٦٤، ٢٠٠٠ ، ٢٠٠٤ ، ٢٠٢٠ !! وأيضا في كثير من انتخابات الكونجرس وانتخابات حكام الولايات ..

ففي انتخابات الكونجرس لعام ١٩٤١ أعلن ليندون جونسون ليلة الانتخابات أنه متفوق علي خصمه بفارق بسيط ثم توجه ليأخذ قسطا من الراحة ، وبعد استيقاظه عرف انه خسر الانتخابات بفارق ١٣١١ صوتا !!

وكان ما حدث أن منافسه قام بالتلاعب بصناديق الاقتراع التي كانت موجودة ببيوت بعض القضاة ، وعندما توجه لمقابلة الرئيس روزفلت فيما بعد قابله ضاحكا بصوت عال وقال له : يبدو يا ليندون أن أبناء مدينة تكساس أمثالك لم يتعلموا الدرس الذي اكتسبناه نحن في نيويورك وهو أنه علي أي مرشح أن يجلس فوق صناديق الاقتراع فور انتهاء عملية الاقتراع ” ..

ومن صور تزوير الانتخابات الشهيرة في أمريكا وقائع تزوير ليندون جونسون نفسه انتخابات مجلس الشيوخ عام ١٩٤٨، فقد تعلم جونسون الدرس ، وحاول تطبيقه ، فلم يفز جونسون علي منافسه سوي ب ٨٧ صوتا فقط من بين أكثر من مليونين من الاصوات التي اودعت صناديق الاقتراع، وتحدثت اصوات كثيرة وقتها واثناء حملة جونسون للرئاسة بعد ذلك بأكثر من ١٦ سنة بأن عملية فرز الأصوات انطوت علي الغش والتزوير، ولم يستطع جونسون او حملته الرد …

وثار جدل شديد في انتخابات ١٩٦٠ بين كينيدي ونيكسون بتزوير الانتخابات لمصلحة كينيدي ، خصوصا وأن الفارق بينهما كان ضئيلا للغاية ، فقد فاز كينيدي بالرئاسة بنسبة ٤٩,٧١% مقابل ٤٩,٥٥ لنيكسون ، وجاء فوز كينيدي بهامش لم يتعد ١١٣٠٥٧ صوتا من مجموع ٦٩ مليونا شاركوا في الانتخابات ..

وانطلقت علي الفور أحاديث تزوير الانتخابات، وركزت الانظار علي ولاية إلينوي ، التي كانت من أواخر الولايات في إظهار نتائجها ، فقد كان تحول ٤٤٨٠ صوتا هناك من نيكسون الي كينيدي كفيلا بحرمان الرجلين معا من أي أغلبية انتخابية ، وجاءت من إلينوي أخبار بأن بعض المقترعين حرموا من التصويت ، وعن وجود أصوات بأسماء مقترعين وهميين لا وجود لهم ، وعن وجود تلاعب في فرز الأصوات وتعدادها ، وظهرت صور فوتوغرافية لمقترعين تدس الأموال في أيديهم بعد التصويت ، وسجلت مكالمة تليفونية لعمدة شيكاغو يقول فيها لكينيدي ” بشيء قليل من الحظ ، وبمساعدة حفنة من الاصدقاء المقربين فإنك ستفوز بإلينوي ” وجاءت مكالمته الهاتفية تلك بينما كانت الأصوات متأرجحة لا يستقر لها قرار ..

ولم يكن هؤلاء الاصدقاء – كما هو موثق بصورة كاملة في كتاب ريتشارد ماهوني عام ١٩٩٩ وعنوانه ” أبناء وإخوة ” عن آل كينيدي – سوي رجال المافيا المحليين ، الذي قال زعيمهم جيانكانا ” لولاي لما وصل جون كينيدي الي البيت الأبيض ” ، وقال شقيقه تشاك ” اتذكر كيف أن رجال المافيا وقفوا بطريقة تهديدية الي جانب صناديق الاقتراع ، حيث أوضحوا للناخبين أنهم يريدون أن تنصب أصواتهم لمصلحة جون كينيدي كلها ، وقد كسرت كثير من الأذرع والسيقان قبل إغلاق الصناديق ” وقال مايكي كوهين الذي كان له ارتباطات بعوالم الجريمة المنظمة في شيكاغو ” أعرف أن أناسا معينين في منظمة شيكاغو كانوا يعلمون أنه يتعين عليهم إنجاح جون كينيدي ، لقد تمت سرقة منصب الرئاسة في شيكاغو في الحقيقة وبدون أي شك علي يد جهاز الحزب الديموقراطي ” !!
وحتي روبرت بلاكي استاذ القانون الكبير والذي عمل في وزارة العدل ايام رئاسة كنيدي نفسه استعمل كلمة السرقة لوصف النصر الذي حازه كينيدي في إلينوي .. ولم تكن المشكلة في شيكاغو فقط ، فقد ترددت أحاديث الغش والتزوير في الانتخابات في تكساس وميزوري ونيو مكسيكو وهاواي ونيفادا ، وان تلك كانت بكل تأكيد قادرة علي قلب النتيجة ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.