أحمد قاعود يكتب | الأحزاب السياسية

0

الحزب السياسي هو تنظيم ديمقراطي يمارس العملية الديمقراطية داخل الحزب بانتخاب أعضائه لتولي المناصب القيادية في الحزب ووضع الرؤى والأهداف الاستراتيجية، وخارج الحزب بالمشاركة في الانتخابات بمستوياتها المختلفة ويربط الحزب السياسي بصفة عامة بين مجموعة المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسيّة واحدة هي رؤية الحزب وبين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة ويتبنى أعضاء الحزب غالبًا أفكارًا متشابهة حول السياسة، ويمكن للأحزاب أن تروج لأهداف أيديولوجية أو سياسية محددة.
تعتبر حالة الأحزاب السياسية من حيث القوة أو الضعف مؤشرًا على حالة النظام السياسي ودرجة تطوره في أية دولة، فالأحزاب تلعب دورًا هامًا في تدعيم الممارسة الديمقراطية باعتبارها همزة الوصل بين الحكام والمحكومين، بما يسمح بتنشيط الحياة السياسية، وتعميق المشاركة السياسية للمواطنين.
للأحزاب السياسية جذور عميقة في تاريخ مصر الحديث، حيث نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، ثم برزت وتبلورت بعد ذلك خلال القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحالي انعكاسًا للتفاعلات والأوضاع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية السائدة.
لا يكفي أن يملك الحزب السياسي تنظيمًا يعبئ أعضاءه وينسق حركته ويوحد نضاله السياسي، بل من الضروري لضمان فاعلية هذا النضال السياسي أن يتوافر للتنظيم الحزبي الانتشار الجغرافي لتتواجد وحداته الأساسية في معظم القري والأحياء السكنية بالمدن.
يعتبر الكادر السياسي بالحزب من المقومات الأساسية للحزب السياسي والتي لا يمكن بدونها أن يمارس الحزب نضاله ويصل بأفكاره إلى أوسع دائرة ممكنة على امتداد البلاد.
أول حزب مصري هو الحزب الوطني المصري والذي أسسه مصطفى كامل، في 16 رمضان 1323. 22 أكتوبر 1907 في الخطبة الأخيرة في حياة مصطفى كامل في الإسكندرية أعلن فيها عن تأسيس الحزب الوطني.
اتفق أعضاء الحزب الوطني على أن يكون مصطفى كامل رئيسًا للحزب مدى الحياة ولكنه توفي بعد تأسيس الحزب بأربعة شهور في 6 محرم 1324 الموافق 10 فبراير 1908م. انتخب الزعيم الوطني محمد فريد رئيسا للحزب وخلفا لمصطفى كامل. أسس الحزب جريدة اللواء والنقابات وعمل على مقاومة الاحتلال الإنجليزي والعملاء.
أما حزب الوفد فقد تشكل في أواخر عام 1918 بسبعة أعضاء هم: سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وعبد اللطيف المكباتي ومحمد على علوبه ومحمد محمود، ولكنه لم يلبث أن أصبح ممثلًا للأمة المصرية في أثناء جمع التوكيلات. فقد ظهرت فكرة التوكيلات عندما ذهب سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي الي المعتمد البريطاني ليطالبوا بالاستقلال يوم 13 نوفمبر 1918 (عيد الجهاد) فقال لهم انهم ليست لهم أي صفة تخولهم ان يتحدثوا باسم شعب مصر. وكان الهدف من تكوين الوفد هو جمع توقيعات من أكبر عدد ممكن من المصريين يقبل أصحابها توكيل أعضاء الوفد كي ينوبوا عنهم في العمل من أجل الاستقلال، ويضموا إليهم من يختارون لهذه المهمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.