أحمد موسى قريعي يكتب | دير الأنبا سمعان قبلة المسيحيين والمسلمين في أسوان

0

هنا في هذا الدير الذي يحمل اسم “الأنبا” سمعان في أسوان تجمع السياحة الدينية بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، حيث تذوب كل الفوارق وتبقى الروح الوطنية هي من تسيطر على المشهد، فالكل يأتي إلى هنا سائحا يبحث عن راحة “البال” والهدوء. وذلك لأن دير “سمعان” خصوصية فهو يقع في ذات الربوة التي يقع عليها ضريح “الأغا خان”، كما أنه يقع في طريق الحجاج المسلمين الذين كانوا يأتون إلى الحج سابقا عن طريق مصر فكانوا يجدون فيه الراحة والسلام والطعام والشراب.
دير “سمعان” من أبرز وأشهر أديرة الأقباط الأرثوذكس العريقة بأسوان، بل أنه يُعد من أكبر الأديرة القبطية في العالم.
يرجع تاريخ الدير إلى ما قبل القرن السادس الميلادي، وكان يسمى في السابق دير “الأنباء هدرا” السائح وللعلم هٌجر هذا الدير لمدة قرن كامل من عمر الزمان ثم عادت إليه الروح والسكينة والهدوء وأصبح مقصد وملجأ كل السياح في العالم.
موقع الدير
يقع دير “الأنبا سمعان” في بر أسوان الغربي على سفح ربوة أو تلة عالية بالقرب من ضريح “الآغا خان” جنوب غرب جزيرة “إلفنتين”، تحيط به الصحراء تقريبا من كل جانب ماعدا الجهة الشرقية حيث يقع نهر النيل.
تاريخ الدير
تشير أغلب الحفريات والوثائق التاريخية المتعلقة بالدير، أنه قد بنائه قبيل القرن السادس الميلادي، وأنه أخر الأديرة “الباخومية” التي بقيت إلى يومنا هذا وللذين لا يعرفون الباخومية فنقول هي (نظام رهبنة يُنسب إلى القديس “باخوميوس” الذي جمع الرهبان الذين كانوا يتخذون من البرية مكانا للرهبنة والانعزال كل راهب على حدة – جمعهم في نظام شراكة تحيا فيه كل فئة مع بعضها يتعاونون فيما بينهم ويحترمون بعضهم البعض – أي أن الباخومية هي “الرهبنة الجماعية” إذ يجتمع كل خمسة رهبان في قلاية واحدة).
وتشير الروايات أيضا أن الدير بُني على بقايا قلعة رومانية قديمة، بدليل كثرة الأبراج التي تحيط بسور الدير.
تم هجر وترك هذا الدير لمدة (700) عام تقريبا، ويقال تم تدميره أو أجزاء منه في عهد الدولة الأيوبية في مصر ما بين عامي (1170م) و (1173م)، ويقال أيضا بسبب هجمات “البربر” في القرن الرابع عشر، وهنالك رواية تقول تم هجره بسبب قلة المياه في الآبار التي كانت تمد الدير بالماء.
ولهذه الأسباب أو تلك تم دفن وتغطية الدير بالكامل برمال الصحراء لمدة (7) قرون إلى أن تم الكشف عنه في عام (1893م).
أُعيد ترميم هذا الدير أكثر من مرة كان أولها في القرنين العاشر والحادي عشر، ثم تم ترميمه في سنوات (1912م) و(1925م) و(1978م) على التوالي.
تصميم وعمارة الدير
يتميز الدير بتصميم فريد استمده من طراز العمارة القبطية، على مساحة (6) أفدنة، بارتفاع (5.5) مترا، يضم بداخله مجموعة من الأبنية التي تم تشييدها من حجر الجرانيت والطوب اللبن، كما أُضيفت إليه مجموعة من المباني بفضل الترميمات التي أُدخلت إليه.
تم تقسيم الدير إلى (جزئيين) سفلي مخصص لإقامة الشعائر الدينية، وعلوي عبارة عن قصر مخصص لإقامة الرهبان، للدير مداخل من الناحيتين الشرقية والغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.