أسماء أبوجميل تكتب | نضال المرأة مصرية

0

لطالما كانت المرأة المصرية رمزًا للصمود والقوة في مختلف محطات التاريخ المصري. في كل الحروب، التي خاضتها مصر، كانت المرأة شريكًا أساسيًا في النضال والدفاع عن الوطن، حيث لعبت أدوارًا متعددة تراوحت بين القتال، والمساندة، والعمل الاجتماعي لدعم الجبهة الداخلية. ومن أبرز تلك المحطات، حرب أكتوبر 1973، وما تلاها من معارك وصراعات حتى يومنا هذا، والتي كشفت عن نضال المصريات وعطائهن، الذي لم يتوقف، سواء من خلال المساهمة المباشرة أو الدعم غير المباشر، لتثبت عبر الزمن، أنها شريكة في الدفاع عن الوطن بكل ما تملك من قوة وعزيمة.
خلال حرب أكتوبر، لعبت النساء المصريات دورًا محوريًا في دعم المجهود الحربي. لم يكن دورهن محصورًا في تقديم الدعم المعنوي فقط، بل تعدى ذلك إلى المشاركة العملية في الجبهات المختلفة. ظهر ذلك في التمريض، ورعاية الجرحى في المستشفيات والمراكز الطبية، حيث شاركن في تقديم الرعاية الطبية للجنود المصابين، وكُرِّمت العديد من النساء المصريات على جهودهن البطولية في إنقاذ حياة المصابين، وإعادة تأهيل الجنود للعودة إلى ساحة المعركة. وكما ضحى العديد من الجنود بحياتهم على جبهات القتال، قدمت المرأة المصرية، تضحيات كبيرة من خلال دعمها لعائلتها، واحتضانها لأبنائها، الذين شاركوا في المعركة، واستقبلت العديد من الأمهات زوجات الجنود بفخر وكرامة، حتى في ظل الألم.
في تلك الفترة، تجلى دور النساء في العمل التطوعي ودعم الجبهة الداخلية، حيث نظمن حملات لجمع التبرعات، وتقديم الإمدادات الغذائية والملابس للجنود. كانت المرأة المصرية قائدة لمبادرات الدعم المجتمعي، ما عزز صمود الجبهة الداخلية، وساهم في رفع الروح المعنوية للشعب. كذلك، قامت النساء بدور رئيسي في تعبئة الشعب وحثه على الاستمرار في الكفاح ودعم القوات المسلحة بكل السبل، ونشرن الوعي حول أهمية الانتصار في الحرب للحفاظ على سيادة الوطن.
بعد انتصار أكتوبر، لم يتوقف نضال المرأة المصرية، بل استمرت في تقديم جهودها على مختلف الأصعدة، سواء في الجيش أو المجتمع. أصبحت المرأة جزءًا من القوى العاملة، التي ساهمت في إعادة بناء الدولة وتطويرها. ومع تزايد التهديدات الإرهابية، التي استهدفت استقرار مصر، لعبت النساء دورًا كبيرًا في مقاومة التطرف من خلال مشاركتهن في حملات التوعية ومناهضة الفكر المتطرف. ساعدت المرأة المصرية في بناء مجتمع واعٍ قادر على مواجهة التحديات الأمنية، وبدأت في اقتحام مجالات جديدة، منها الانضمام إلى الجيش والشرطة.
اليوم، تمثل النساء قوة فاعلة في الدفاع عن الأمن القومي، سواء في ساحات المعارك أو من خلال المهام الأمنية الحساسة التي تتطلب الدقة والشجاعة. شاركت المرأة المصرية بفعالية في الحركات السياسية والاجتماعية لتحقيق العدالة والمساواة، وتولت مناصب قيادية في الدولة، ما يعزز مكانتها كمؤثرة في صنع القرار.
اليوم، تستمر المرأة المصرية في تقديم مساهمات بارزة في شتى المجالات، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو العمل العام. ولا يزال نضال المصريات متجددًا في برامج التعليم والتنمية المجتمعية والعديد من الإنجازات في الميادين المختلفة. وتقوم المرأة بدور فعال في بناء الأجيال الجديدة التي تسعى للحفاظ على استقرار مصر وازدهارها.
ختامًا، إن نضال المرأة المصرية هو جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر الوطني على مر العصور. في كل حرب ومعركة، تستمر المرأة في تقديم مثال رائع للتضحية والوفاء للوطن. لم يقتصر دورها على الدعم فقط، بل كانت ولا تزال عنصرًا فعالًا في بناء مصر الحديثة، ودفع عجلة التقدم والتنمية، وهو ما يستمر حتى يومنا هذا في ظل التحديات التي تواجه مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.