أسماء حجازي تكتب | بحر الصين الجنوبي

0

في إطار محاولة الصين الحفاظ على تنميتها الاقتصادية والسيطرة على الإقليم، تسعي لبسط سيطرتها على بحر الصين الجنوبي وقد تصاعدت التوترات بشكل ملحوظ في بحر الصين الجنوبي في السنوات الاخيرة بسبب استمرار الصين في توسيع وجودها العسكري وأنشطتها البحرية في المنطقة خاصة استخدامها لخفر السواحل كأدوات لفرض سيطرتها مما أدي لحدوث اصطدام وتصاعد  التوترات مع  بعض الدول في المنطقة كان أخرها قيام طائرتين تابعتين لسلاح الجو الصيني بمناورات خطيرة وأسقطتا قنابل مضيئة في مسار طائرة فليبينية خلال قيامها بدورية بحرية روتينية فوق جزر سكاريورو والتي تعتبرها الفلبين من مناطقها البحرية

هذا السلوك أثار تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت الصين قد تبنت سياسة توسعية تجاه بحر الصين الجنوبي أو أن الصعود الصيني المتنامي سيؤثر على نزاعات بحر الصين الجنوبي وهكذا أصبح بحر الصين الجنوبي من القضايا الشائكة التي تواجه إقليم جنوب شرقي آسيا والذي يؤدي لتوتر علاقات الصين مع بعض الدول في المنطقة مثل الفلبين وفيتنام وغيرها خاصة في ظل التواجد الأمريكي وسعي الولايات المتحدة بسط سيطرتها على الإقليم.

يرجع التنافس على بحر الصين الجنوبي إلى مقدراته حيث يتميز بوفرة في الموارد السمكية ويوفر حوالي ١٢٪ من إجمالي صيد الأسماك في العالم كما يحتوي على احتياطات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي وما يزيد من أهميته الاستراتيجية هو خطوط الكابلات الحيوية الممتدة عبر البحر لخدمات الاتصالات الدولية ولهذا تطالب الفليبين وماليزيا وفيتنام وبروناي بالسيادة على مناطق من هذا البحر وتصر الصين أنها صاحبة حق تاريخي فيه وتدعي سيادتها على ٨٠٪ من مساحة هذا البحر تحديداً جزر سبراتلي وباراسيل وغيرهم من الصخور والشعاب المرجانية والكثبان الرملية التي تتنازع هذه الدول عليها، مستندة على حجج جغرافية وتاريخية لتبرير سيادتها وهذا ما ترفضه الدول الأخرى.

جدير بالذكر أنه قد تم عرض هذه القضية على محكمة العدل الدولية من قبل الفلبين وأصدرت حكمها بأن مطالب الصين التاريخية غير قانونية لكن رفضت الصين هذا القرار وقال رئيسها “شي جينبينغ” أن سيادة الصين الاقليمية وحقوقها البحرية في البحار لن تتأثر بالقرار بأي شكل من الاشكال بالإضافة لهذا اندلعت مواجهات عدة بين هذه الدول خاصة الصين وفيتنام منها على سبيل المثال قيام الصين بقطر منصة استخراج نفط الى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل وهذا أدى إلى حدوث تصادم بين السفن الفيتنامية والصينية في مايو ٢٠١٤ وغيرها من المواجهات.

هكذا يتضح لنا أن هذا النزاع مستمر دون حل جذري ولهذا تقوم الصين بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بينما تسعى الدول الأخرى إلى مواجهة الصعود المتزايد للصين، وتظل المنطقة بؤرة مشتعلة في العلاقات الدولية ولهذا يثور تساؤل أساسي هل قد تؤدي سلوكيات الصين وطموحاتها التوسعية إلى إعادة تنظيم القوي الكبرى وتحدي هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وهل ستكون المنطقة ساحة للتنافس وتغيير النظام الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.