أمير الشعراء أحمد شوقي | قصيدة : الحنين إلى القدس
جاشتِ الأشواقُ وانزاحَ الكَرَى …
ولظى الحُزنِ بلَيلِيْ مؤنِسِيْ
آهِ! لو أمكنَ يا روحَ السُّرَى …
ما برحْتُ لحظةً في مجلِسي
كنتُ أسريتُ إلى تلكَ الرُّبى …
في بِقاع طُهِّرَتْ مِن دنَس
فلَقدْ طال على القلب النَّوَى …
وهوَى الأشواقِ بيتُ المَقدِس
يا بلادَ النورِ.. يا مهْدَ النُّبوَّهْ …
أزِِفَ النصرُ فلا تستسلِمي
لم تزلْ في أُمّتي بعضُ فُتوَّة …
تَنسُجُ الأنوارُ رُغمَ الظُّلَمِ
ولنا -يا قُدْسُ- في الإيمانِ قوَة …
تجعلُ الأبطالَ مِثل القممِ
سيذوق المجرمُ الباغي عُتُوَّهْ …
فاصبِريْ -يا قدسَنا- لا تسأَمِي
ستُغنِّي القدسُ أنغامَ الإِبَاْ …
مِن ذُرَى مِئذَنةٍ في الغَلَس
تشحذُ العزمَ وتدعوْ للفِدا …
طالَ في الأَسرِ ثَرى الأندَلُس
وبكتْ بغدادُ مِن ظُلْمِ العِدا …
كلَّ يوم ٍ كأسَ ذلٍّ تحتسي
أينَ من يعشَقُ أسبابَ الرَّدى …
ويرى الموتَ شبيه العُرُسِ؟!