أية طارق تكتب | التنسيقية كما يجب أن تكون

0

منذ سبع سنوات، وتحديدًا في يونيو 2018، وُلد كيان سياسي جديد يحمل اسم “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين”، وسط مشهد عام كان يفتقد الثقة في العمل السياسي ويشهد تراجعًا كبيرًا في إقبال الشباب على المشاركة السياسية.
لكن ما بدأ كمبادرة شبابية محدودة الطموح نسبيًا، تطور خلال فترة قصيرة إلى كيان سياسي له وجود فعلي داخل مؤسسات الدولة، وامتد تأثيره إلى البرلمان والمجالس القومية والمواقع التنفيذية، وأصبح نموذجًا مختلفًا في الشكل والمضمون لتمكين الشباب.

منذ اللحظة الأولى، حملت التنسيقية معها مشروعًا طموحًا لإعادة دمج الشباب في الحياة العامة، عبر خلق مساحة للحوار والتفاهم بين مختلف التيارات السياسية تحت مظلة الدولة، بعيدًا عن الاستقطاب أو الإقصاء.
نجحت في تقديم وجوه شابة إلى المشهد السياسي، وصلت إلى مقاعد البرلمان ومواقع صنع القرار، وأظهرت قدرة ملحوظة على تنظيم الفعاليات، وطرح الرؤى، والمشاركة في الحوار الوطني، والمشاركة في المؤتمرات الدولية مع تقديم جلسات نقاشية مميزه …لكن، كما هو الحال مع أي تجربة سياسية ناشئة، لم تَسلم التنسيقية من الانتقادات.
فقد أشار البعض إلى غلبة الطابع التنظيمي والانضباطي على روح العمل السياسي بداخلها، بينما انتقد آخرون محدودية المساحة المتاحة للاختلاف والتعبير عن الرأي، وأخرون عبروا عن غضبهم لمحدودية الأنضمام ، كما طُرحت تساؤلات حول مدى استقلالية الكيان، ومدى تعبيره الحقيقي عن أطياف الشباب المصري.
تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بعد سبع سنوات من انطلاقها، لا يمكن تقييمها بالمعايير التقليدية…هي تجربة ولدت في لحظة سياسية فارقة، وتحملت الكثير من الأعباء، وحققت جزءًا من وعودها،لكنها ما زالت في منتصف الطريق.

وما سيحسم مصيرها في السنوات القادمة، هو قدرتها على أن تبقى منصة حقيقية للتعددية، والتعبير عن الشباب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.