إبراهيم إسماعيل يكتب | تحديات الرئيس اللبناني

0

جاء انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية في لحظة تاريخية فارقة لينهي فراغًا رئاسيًا دام أكثر من عامين. قائد الجيش السابق، يُعرف بحياده السياسي ودوره البارز في الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية وسط أزمات لبنان المتعددة.الرئيس الجديد يواجه تحديات معقدة تبدأ من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي أفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وتسببت في ارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة. إصلاح الاقتصاد وإعادة الثقة في النظام المالي اللبناني ستكون من أولويات إدارته، خاصة في ظل الشروط الدولية لتقديم المساعدات.وعلى الجانب السياسي، يقف لبنان على مفترق طرق في ظل انقسامات حادة بين القوى السياسية المختلفة. جوزيف عون، كشخصية مستقلة، يحمل معه آمال اللبنانيين في إصلاح النظام السياسي المتعثر ومكافحة الفساد الذي ينخر في مؤسسات الدولة منذ عقود.
أما أمنيًا، فإن التوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل يمثل تحديًا آخر، حيث سيحتاج الرئيس الجديد إلى الحفاظ على الاستقرار الأمني والدفاع عن سيادة لبنان، بالتوازي مع العمل على احتكار الدولة للسلاح، في ظل وجود ميليشيات مسلحة.
دوليًا، رحبت العديد من الدول بانتخاب عون، معتبرة ذلك خطوة نحو استقرار لبنان. ولكن النجاح يتطلب دعمًا داخليًا ودوليًا، إلى جانب قرارات جريئة لإعادة بناء البلاد التي تعاني من انهيارات على مختلف الأصعدة. اللبنانيون اليوم يتطلعون إلى رئيس يُحدث تغييرًا حقيقيًا. جوزيف عون يملك فرصة تاريخية لإعادة لبنان إلى طريق الاستقرار، لكنه يواجه تحديات ضخمة تتطلب إرادة سياسية وإجماعًا وطنيًا لتحقيق هذا الهدف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.