إبراهيم مدين يكتب | عن بيل غيتس

0

عن مقال بيل غيتس أكتب هذه الكلمات التي أعجز من خلالها عن وصف ما أشعر به بعد قراءة مقال لرجل مايكروسوفت الذي بدأ كتابته بأنه اُبهر في حياته مرتين وكانتا بمثابة ثورة في وصفه الأولي منذ أكثر من ٤٠ عاما حينما رأي واجهة مستخدم تستخدم الرسوم “مايكروسوفت ويندوز” والثانية حينما تحدي مبرمجي GPT علي قدرة الذكاء الاصطناعي علي الإجابة عن اختبار في علم الأحياء المتقدم واختار هذا الاختبار تحديدا لأنه يتطلب تفكير نقدي في علم الأحياء الأمر الذي جعل غيتس يصعق من قدرة GPT بعد أن استطاع الإجابة عن ٥٩ سؤلا صحيحا من أصل ٦٠ سؤالا ورأي إجابات GPT حصلت علي أعلي درجات ممكنة هنا أدرك غيتس أنه أمام أهم تقدما تكنولوجيا في آخر ٤٠ عاما.
الرجل الذي أفاد العالم بتجربته الرائدة في مجال التكنولوجيا يتحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والذي أختار له عنوانا مخيفا من وجهة نظري مما جعلني أتسائل هل هو يزف إلينا بعنوانه بشري أم أن النهاية مرعبة ؟
لنري معا هل هي بشرى فلنفرح أم تهديد فلنحذر
كتب غيتس “لقد بدأ عصر الذكاء الاصطناعي” ووصفي لهذا العنوان بالمخيف لأنه علي الرغم من كل ما وصلنا إليه من تكنولوجيا وأمور كان يعجز العقل البشري عن استيعابها وتحكم الأله بشكل كبير في الكثير من المهام البشرية إلا أن غيتس رجل التكنولوجيا يقول في مارس ٢٠٢٣ إنه قد بدأ عصر الذكاء الاصطناعي !
ولم لا غيتس تحدث عن تأثير الذكاء الاصطناعي علي صحة الإنسان وتحقيق المساواة عن طريق توفير الرعاية الصحية للبلدان الأكثر فقر الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى الطبيب بل زاد وتوقع قدرته علي التشخيص لبعض الأمراض الموجودة في الدول الفقيرة بل وتحديد الجرعات اللازمة والتنبؤ بالآثار الجانبية وطلب توظيفه في القيام بالأمور الإدارية ليساهم في إنجاز أكبر للعاملين بالصحة بتحقيق أقصى استفادة من الوقت المخصص لعملهم.
وعلي صعيد العمل يستطيع الذكاء الاصطناعي من خلال إدخال البيانات والاطلاع علي أخبار الشركات المنافسة واخبار الصناعة التي تعمل بها هذه الشركة أن يقدم النصيحة المناسبة للنهوض بالعمل وان يقيم العاملين بل ويتشاور معهم ويعي رؤية أحدهم فيشجعه علي التحدث ويخبر الأخر بأنه سلبي يقول غيتس أن الشركات التي تستطيع توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل جيد ستتفوق علي منافسيها بكل تأكيد.
أما في مجال الزراعة يستطيع أن يدرس جودة التربة ويسجل بيانات الطقس ويعي تغير المناخ ومن ثم يقترح الزراعات الأكثر إنتاجا في هذه المنطقة، ويقدم الاستشارات اللازمة للوصول إلى أقصى درجة استفادة وتحقيق أعلي إنتاج،
سيعرف إهتماماتك وأسلوبك في التعلم ويوفر لك محتوى تتفاعل معه سيقيس فهمك ويفهم عندما تفقد الاهتمام سيهتم بتشجيعك ويوفر الحافز الذي تستجيب له سيكون له ردود فعل فورية… كل هذه الأمور توقعها عن إحداث الذكاء الاصطناعي لثورة في التعليم رغم كل هذا يقول غيتس ” لن يبدل المعلم ” !
هو في الحقيقة محق بعد قراءة هذا المقال والاطلاع على ما يخطط فعله أو ما بدأ بالفعل بواسطة الذكاء الاصطناعي فيجب أن أوضح أننا أمام أداء متغير وإمكانيات تقابل العقل البشري أو مستقبلاً ستكون كذلك ولكن دون سرعة متغيرة أو إرهاق أو قيود علي أداءه فبالتالي أداء الذكاء الاصطناعي قد يفوق أداء الإنسان، ولكن تخوف غيتس المنطقي هو مما سوف يطلبه الإنسان ماذا يمكن أن يطلب الإنسان من الذكاء الاصطناعي ما الذي يمكنه فعله إذا طُلب منه التدمير وكيف يمكن أن نراقب سلمية الإستخدام وما دور المجتمع المدني في عملية الرقابة !
بالإضافة إلى ذلك من تخوفات طرحها غيتس توقعه للذكاء الاصطناعي مستقبلاً وبعد أن سبقت قدرته قدرة البشر فقد يحدد الذكاء الاصطناعي أهدافه الخاصة في ذلك الوقت وهو ما أوصل غيتس لطرح تساؤل خطير في نهاية مقاله وهو ما جعلني أتخوف وأحتار في إستقبال البُشري بالفرحة أم بالخوف من المستقبل لقد سأل غيتس نفسه والعالم متعجباَ “ماذا إن تعارضت أهدافه مع مصالح الإنسانية”؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.