إسراء عبد الحافظ تكتب | الفن واللافن
تطرف لسنوات طويلة دمر شعوبنا بالمعتقدات الرجعية، والتي تسببت في شيوع البؤر الإرهابية التي أثمرت الخراب والدمار على مجتمعاتنا العربية، ولم يسلم منها الغرب أيضًا. نرى الآن صولات جديدة لنشر الفساد والإسفاف واللا فن عن طريق دعم البعض لأشخاص كانوا ثمارًا فاسدة للعشوائيات.
الفن الذي ينشر كل صور البذاءة والرذيلة عن طريق كلماته المبتذلة لا يجب أن يصنف فن؛ فالفن الذي نعرفه هو الذي يرتقي بالوجدان ويقدم رسالة تسهم في ارتقاء شعوبه ونهضة وتقدم المجتمع.
نري خلال الفترة الماضية هدايا كثيرة يتم تقديمها من جهات متعددة لهذه الفئة، مع دعم واضح لحفلات هؤلاء دون النظر لموافقة النقابة الفنية التي من المفترض أنهم ينتسبون إليها، مع دعم إعلامي لافت لهذه الوجوه عبر منصات إعلامية رائجة من خلال إعلاميين مصريين. مع تصريحات لا تحمل فكرًا ولا هدفًا بغرض ركوب “التريند” وتحقيق أعلي نسب مشاهدات ومشاركات للحصول على الربح والأموال دون النظر إلى الموضوع نفسه ودون مراعاة للثقافة، هؤلاء قرأوا الفاتحة علي روح القيم والفكر والمثل التي ترتقي بالشعوب، وأصبحوا يتجهون لتسليط الضوء على الأمور التي لا تحمل هدفًا ورؤية وفكرًا واعيًا، فأصبح المجتمع في شتات واختلاف في الأفكار.
البعض يرى أن من يقدمون هذا النوع من الفن فاسقين يستحقون أشد الجزاء، وهناك مؤيدون لهذا النوع من الفن يرون إنهم علي حق وإنه من الضروري مواكبة العصر والاهتمام بهذا النوع من الفن. والفئة التي تؤمن بالحريات منهم فئة تري أن كل إنسان حر فيما يقدمه من فنون وله الحق الكامل في تقديم ما يشاء وعلى الفرد أن يختار نوع الفن الذي يريد أن يستمع إليه، ومنهم من يرون تري إن هذا اللون من الفن أصبح واقعًا في مجتمعنا المعاصر ولكن من الضروري تهذيبه وانتقاء كلماته المناسبة لثقافة شعوبنا ومجتمعاتنا بكل فئاته.
نري الاختلاف في الرؤي والأفكار كثيرة بداخل البيت الواحد والعائلة الواحدة والمجتمع الواحد، فإلى متي نسير في الطريق الذي يرسمه لنا الآخرون؟ وإلى متي نحقق لهم هدفهم في تدمير النسيج الواحد للمجتمع المصري؟ مرة بالفتن الطائفية والمعتقدات الدينية ومرة بالفتن التي تدعو لخلق جيل مشوه لا يحمل قيم ولا مبادئ تحت لواء مواكبة العصر الذي يصنعونه.
حان وقت السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سنفعل بعد السعي لتدمير مجتمعنا وكل هذا الدعم الكبير والواضح؟