إسلام زكي يكتب | رمضان والألعاب النارية

0

تعتبر الألعاب النارية أحد الظواهر التي تزداد بشكل ملحوظ في مصر خلال شهر رمضان، حيث يعتقد البعض أن هذه الألعاب، تمثل وسيلة للاحتفال بمناسبة الشهر الكريم. وعلى الرغم من كونها قد تثير البهجة في بعض الأحيان، فإنها أصبحت تشكل مصدر قلق وازعاج للمواطنين، خاصة في المدن الكبرى والأحياء السكنية المزدحمة. هذه الظاهرة، التي تزداد كل عام، تتسبب في ترويع المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن، وتُؤثر سلبًا على استقرار الأمن العام، ما يفرض ضرورة تشديد الرقابة الأمنية لضبط هذه الظاهرة.
التأثيرات السلبية للألعاب النارية على المواطنين
في مصر، يُلاحظ أن الألعاب النارية، تتسبب في العديد من الأضرار الاجتماعية والصحية. ففي بعض المناطق، تُستخدم الألعاب النارية بشكل غير قانوني في أوقات متأخرة من الليل، ما يؤدي إلى حدوث ضجيج غير محتمل، يتسبب في إزعاج المواطنين. الأصوات المرتفعة لهذه الألعاب تسبب حالة من الفزع لدى الأطفال والمسنين، خاصة في الأحياء السكنية التي تفتقر إلى المساحات الواسعة. هذه الظاهرة لا تقتصر على إزعاج الراحة العامة فقط، بل قد تُسبب أيضًا اضطرابات نفسية لبعض الأشخاص، الذين يعانون من حالات مرضية خاصة.
إلى جانب ذلك، تُمثل الألعاب النارية خطرًا كبيرًا على السلامة العامة. ففي كثير من الأحيان، يؤدي التعامل غير المسئول مع هذه الألعاب إلى حوادث وحروق خطيرة، قد تُصيب مستخدميها أو حتى المارة. وقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة عددًا من الحوادث المؤسفة، التي تسببت فيها الألعاب النارية، سواء كانت نتيجة لاندلاع حرائق في المباني أو بسبب الإصابات الناتجة عن الانفجارات المفاجئة.
تهديد للأمن العام
على الرغم من أن الألعاب النارية، قد يراها البعض كجزء من الاحتفالات، فإن الواقع يشير إلى أن استخدامها قد يتسبب في تهديد الأمن العام. في بعض الحالات، يستخدم البعض هذه الألعاب لإثارة الفوضى والاضطرابات في الأماكن العامة، ما يشكل تحديًا إضافيًا للأجهزة الأمنية. قد يؤدي انتشار الألعاب النارية إلى تزايد مشاعر القلق والخوف بين المواطنين، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وعندما تكون هذه الألعاب غير محكومة، قد يتحول الاحتفال إلى مصدر للفتن.

ضرورة أحكام السيطرة الأمنية
تتطلب هذه الظاهرة في مصر تدخلًا حاسمًا من السلطات لضبط استخدام الألعاب النارية، وضمان عدم تأثيرها على النظام العام. إن الحاجة لتشديد الرقابة الأمنية في هذا السياق، أمر لا بد منه. يجب على الحكومة والجهات الأمنية اتخاذ إجراءات صارمة لمنع انتشار هذه الألعاب، وتطبيق العقوبات الرادعة بحق من يقوم باستخدامها بشكل غير قانوني. يمكن فرض غرامات أو عقوبات بالحبس على من يُضبط وهو يستخدم الألعاب النارية في الأماكن غير المصرح بها.
إضافة إلى ذلك، يجب على السلطات المصرية، أن تكثف حملات التوعية للمواطنين حول المخاطر المرتبطة باستخدام الألعاب النارية، سواء من حيث الأضرار الصحية أو الأمنية. يجب أن يتم توجيه رسائل توعية للمجتمع بضرورة احترام القوانين والابتعاد عن أي تصرفات قد تُهدد السلامة العامة. يمكن أيضًا أن يتم توفير بدائل آمنة ومراقبة للاحتفال بالأعياد والمناسبات الكبرى، مثل رمضان، بحيث تُتاح الفرصة للناس للاحتفال دون الإضرار بالآخرين.
في الختام
تُعد ظاهرة انتشار الألعاب النارية في شهر رمضان في مصر من الظواهر التي تستدعي اهتمامًا عاجلًا من السلطات المعنية. إن ترويع المواطنين، خاصة في الأحياء السكنية، يهدد استقرار الأمن العام، ويؤثر سلبًا على الراحة النفسية للمواطنين.
لذا، من الضروري أن تتبنى الحكومة سياسات أكثر صرامة لضبط هذه الظاهرة، من خلال تشديد الرقابة الأمنية، وتفعيل العقوبات ضد المخالفين، وتكثيف حملات التوعية، لضمان أن يكون شهر رمضان مناسبة للسلام والروحانية بعيدًا عن المظاهر المزعجة، التي قد تضر بالآخرين.

مدرب ومحاضر معتمد بوزارة الشباب والرياضة ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.