إسلام عبد الرحيم يكتب | ٥٠ عامًا انتصارات أكتوبر

0

تشهد الدولة المصرية خلال تلك الأيام احتفالات رسمية وشعبية وذلك للاحتفال بـ الذكرى الـ 50 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة الذي تتناوله العسكرية العالمية، بالفحص والدرس حتى الآن، وربما لأجيال طويلة مقبلة، نتذكر التضحيات التي بذلها رجال هانت أرواحهم، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، أثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين علي إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن الشعب المصري ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة ومن أبرز نتائج الانتصارات الكبيرة في أكتوبر أيضاً إعادة تعمير سيناء وبدء مشروعات ربطها بوادي النيل والعمل على تحويلها إلى منطقة إستراتيجية متكاملة تمثل درع مصر الشرقية.
لقد مثل نصر أكتوبر 1973 نقطة تحول حاسمة فى تاريخ العلاقات الدولية، بل مثل أعظم درس تاريخى على إمتداد القرن الماضى وكان الحفاظ على الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة على الرغم من قسوة الظروف ، وكان النجاح في حرب الاستنزاف وسيلة من الوسائل الأساسية التي نجحت مصر في استخدامها لتقوية الروح المعنوية للمصريين جميعاً استعادة الثقة بالنفس والقيادات والقدرة على التخطيط العلمي السليم، وتحطيم جدار الوهم الذي ادعت إسرائيل فيه أنها تفوق مصر ومن خلال ما تم انجازه يؤكد ان المصري الذي أقام حضارة ضاربة بجذورها في عمق الزمان كان ومازال قادرا على اقامة حضارة جديدة استمرارا لما قدمه للبشرية.
كان من نتائج حرب أكتوبر 1973 أن إدراك المصريين بأن دورهم الذي خلقهم الله له لا يزال قائما ومستمرا حتى تقوم الساعة، لأن مصر كانت ومازالت بكل عراقتها التاريخية وثوابتها الثقافية صاحبة دور فاعل ومؤثر وموطنا للأمن والسلام وأنها قادرة على تخطي الصعاب وقادرة على تحدى الصعاب، أما عن الجيش المصري لقد ضرب أروع الأمثلة في الاستراتيجية العسكرية وفي التخطيط الاستراتيجي حيث أثبت أيضا أن خط بارليف ما هو إلا خط دفاعي يمكن اختراقه بالتخطيط الجيد والعزم والتدريب العالي المستوى وبذلك وقد أهدر ذلك الأساس الثالث للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، بالاستناد إلى العائق الطبيعي القوي قناة السويس في خطوط دفاعية محصنة متتالية وتم التخطيط لحرب أكتوبر 73 والتدريب على خطة الحرب حتى جاء اليوم السادس من أكتوبر لتبدأ القوات المسلحة المصرية أعظم حروبها فى التاريخ الحديث، وتحقق هذا النصر ضد الجيش الإسرائيلى، الذى أعلن أنه الجيش الذى لا يقهر
لقد كانت حرب أكتوبر 1973، بلا أدنى شك، أحد أهم، وأعظم، الأحداث التاريخية فى العصر الحديث، والتى غيرت العديد من المفاهيم والأفكار السياسية والاستراتيجية والعسكرية، ليس فى الشرق الأوسط فحسب، بل امتدت آثارها إلى العديد من مناطق الصراع حول العالم، وتظل هذه الحرب عملًا عسكريًا عظيمًا حققته القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع شعب مصر العظيم، وبمساندة من كل الشعوب والجيوش العربية.. لترتفع هامات العرب جميعًا، بعد أعظم انتصارات العصر الحديث.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.