إسلام عمر يكتب | إلى رفح

0

منذ اندلاع أحدث السابع من أكتوبر 2023، أي ما يزيد علي أربعة عشر شهرا، ويتابع العالم ما يحدث في قطاع غزة من أحداث دامية، وانتهاكات لكل الأعراف والمواثيق الدولية في الصراعات المسلحة، وكل ما عرفته الإنسانية من أخلاق الحروب، ولكن لم تترك دولة الاحتلال أي شيء محرم إلا وفعلته على مرأي ومسمع من العالم.
حذرت مصر في جميع المواقف، وعلى مدار الأحداث من تداعيات هذا الصمت العالمي، والدعم المقدم لدولة الاحتلال وتضييق واتهامات للفلسطينيين أهل الأرض، ولم تقف مصر مكتوفة الأيدي طوال مدة الصراع للعمل على تخليص الفلسطينيين مما يلاقوه من ويلات كل يوم بكل الطرق الممكنة والمتاحة، لاحتواء هذا الصراع بين محتل للأرض، وإصرار أهل الأرض علي البقاء في مشهد عظيم، ومحاولات للحفاظ علي الأرواح ووقف بحور الدم.
منذ بداية الأزمة، كانت قد استهدفت قوات الاحتلال خلال هذه الحرب، تدمير الفلسطينيين نفسيا قبل كل شيء، وتدمير الحياة، وإمكانية الحياة في قطاع غزة، وذلك لتنفيذ مخطط قديم، وهو مخطط التهجير سواء الطوعي أو القسري، لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وهو ما رفضته مصر بشكل واضح وحاسم في كل وقت من منطلق أن ذلك يؤثر على عملية السلام في المنقطة بالكامل. ورفضت فرض الوصاية على الفلسطينيين، وكان موقف مصر الدائم أن فلسطين لأهلها، ونحن عون لهم.
القيادة السياسية المصرية في كل وقت، وعلي مر تاريخ الصراع القائم، لم تكن تعبر عن موقف شخصي أو مصالح خاصة، إنما كانت تعبر عن موقف الشعب المصري والعربي والإسلامي، فكان رفض القيادة السياسية، تعبيرا عما يشعر به الشعب المصري اتجاه القضية الفلسطينية والحفاظ علي الأمن القومي المصري.
وقد مارست كبري الدول محاولات وإغراءات لتحييد موقف مصر من القضية الفلسطينية، أو حتي استغلال الظروف الاقتصادية، ولكن لم تتخل القيادة السياسية عن موقفها ولم يتخل الشعب المصري عن موقف القيادة السياسية اتجاه القضية الفلسطينية، وذلك لقناعة الشعب المصري بأن الأرض لنا، وأننا لن نتخلى عن قضيتنا، التي لم يتخلى عنها أسلافنا من قبل.
كان يعيش اليهود في فلسطين من قديم الأزل في سلام تحت حكم فلسطيني، وكان عدد السكان في فلسطين في هذا التوقيت 690000 نسمة، وفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كان يمثل اليهود من هذا العدد نسبة 8% ولم يشعر يهودي واحد بأي خطر اغو قلق على حياته او ممتلكاته، بل كانت الحياة مستقرة إلى أن هاجر المهاجرون اليهود من أوروبا بعد وعد بولفر إلى الأرض المقدسة إلى أن وصل عددهم حتى عام 1948 خلال فترة التدفق وهجرة اليهود إلى فلسطين، حتي وصل عددهم أكثر من 540000 يهودي، حتي وصلت نسبتهم إلى 31% تقريبا في هذه الفترة.
بعدها بدء الصراع المسلح والتهجير من القري يوما بعد يوم، ولم يتخل أحد عن القضية الفلسطينية، سواء الدول العربية والإسلامية، وكان موقف مصر من القضية واضح، وداعم طوال الوقت، وليس هناك أدل على ذلك مما حدث في الأيام الأخيرة، حتي عاد الفلسطينيون أفواجا إلى بيوتهم المهدمة في موقف شهده العالم، يدل على مدى إصرار أهل الأرض على التمسك بها، ولو كانت أطلالا.
كانت ومازالت القضية الفلسطينية بالنسبة إلى المصريين، قضية شعب فالأرض المقدسة لها في النفوس مكانة عظيمة لمسلمي ومسيحيي مصر، الذين مازالوا يحلمون أن يحجوا إليها مرة أخرى، وهي في سلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.