إيمان ممتاز يكتب | التعليم الفني مفتاح التنمية

0

يتسارع التقدم التكنولوجي والاقتصادي فى عالمنا الحديث، وتزداد أهمية التعليم الفني كركيزة أساسية لتنمية القوى العاملة وتعزيز النمو الاقتصادي. يشكل الاستثمار في التعليم الفني حجر الزاوية في بناء اقتصاد مستدام ومتطور، ويتيح فرصة كبيرة لمواكبة التغيرات السريعة في سوق العمل.

تكمن أهمية التعليم الفني انه يلعب دوراً حاسماً في تزويد السوق بالمهارات المطلوبة. مع تطور الصناعات والتقنيات، تزداد الحاجة إلى أيدي عاملة ماهرة ومدربة بشكل متخصص. يقدم التعليم الفني التدريب الضروري في مجالات مثل التكنولوجيا، والصناعة، والخدمات، مما يعزز من قدرة الشباب على الحصول على وظائف ملائمة.

من الجدير بالذكر أن الكثير من الخريجين يعانون من الفجوة بين ما تعلموه في المؤسسات الأكاديمية وما يتطلبه سوق العمل وبالتالى التعليم الفني يسهم في تقليل هذه الفجوة من خلال تقديم مهارات عملية وتعليم تطبيقي يتماشى مع متطلبات الصناعة. وقد تبنت الدولة المصرية استراتيجية شاملة لتعزيز التعليم الفنى بما يتماشى مع أحدث النظم والبرامج العالمية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة نسبة الملتحقين بالتعليم الفنى من الطلاب المتفوقين فى المرحلة الإعدادية إلى 20% بحلول عام 2030، وكذلك رفع نسبة خريجى التعليم الفنى الذين يعملون فى مجال تخصصهم إلى 80%.

تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة فى عدد مدارس التعليم الفنى فى مصر، حيث بلغت 3114 مدرسة فى العام الدراسى 2022-2023، مقارنة بـ1995 مدرسة فى عام 2013-2014. كما تم إنشاء العديد من الجامعات التكنولوجية الحديثة المُجهزة بأحدث التقنيات، ويُعد هذا التوسع فى البنية التحتية التعليمية خطوة استراتيجية لتلبية احتياجات السوق المحلى والدولى، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 85% من وظائف المستقبل ستتطلب مهارات تقنية.

يُعد الاستثمار في التعليم الفني أحد العوامل الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. من خلال تعزيز التمويل، وتحسين العلاقة بين التعليم وسوق العمل، وزيادة الوعي بأهمية التعليم الفني، يمكن تحقيق فوائد كبيرة تسهم في بناء قوة عاملة ماهرة وقادرة على مواجهة تحديات العصر. إن الاستثمار في التعليم الفني ليس فقط خطوة نحو تحسين فرص العمل، بل هو استثمار في المستقبل الاقتصادي والاجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.