اتريس سعيد يكتب | قدرات اللاوعي الفائقة

0

يعمل عقلك الباطن وفقاً لما برمجه به عقلك الواعي أو طبقاً لتوجهاته. فالعقل الباطن لا يؤدي عمله بطريقة عشوائية أو غير محددة و بدون هدف بل إنه ينفذ التعليمات التي يتلقاها من العقل الواعي.
و تذكر أن عقلك الباطن محايد, فهو لا يصدر أحكاماً قيمة فيما يتعلق بالمعطيات التي زوده بها العقل الواعي, فإذا قرر عقلك الواعي القيام بعمل غير أخلاقي أو غير قانوني فإن عقلك الباطن لن يقف في وجه قراره بل سينفذ الأوامر حرفياً سواء كان الأمر أخلاقياً أو غير أخلاقي, قانونياً أو غير قانوني.
ثانياً, سيعود عقلك الباطن على عقلك الواعي بنفس نتائج المعطيات التي قدمها له, حيث يعمل عقلك الواعي وعقلك الباطن. فإذا زرع عقلك الواعي داخل عقلك الباطن بذور الغضب و الإستياء والحقد والفشل والهزيمة وغيرها من الأفكار السلبية فإنك ستحصد ما زرع. وكما يقول المثل : يكون الإنسان ما يعتقده بنفسه.
وإذا كنت ستتحكم في حياتك, فعليك أولاً التحكم في أفكارك, ولا بد أن تكون حذراً للغاية فيما تفكر فيه, لأن عقلك الباطن لا ينسى ما برمجته به أبداً سواء كان غثاً أو ثميناً. و الآن سأنتقل إلى النقطة التالية وهي بنك الذاكرة.
كيف يمكن لعقلك الباطن العمل كبنك للذاكرة ؟
كل ما حدث لك أو قرأته أو درسته أو سمعته أو رأيته يختزن في بنك الذاكرة الموجود في عقلك الباطن بأدق التفاصيل. إذن فإن المعلومات تخزن في العقل الباطن ومن المستحيل أن يعمل عقلك الواعي كبنك للذاكرة و يتذكر كل الأحداث الماضية لأننا لو تمكنا من تذكر كل حرف من ملايين ملايين المعلومات المخزنة في بنك الذاكرة في عقلنا الباطن, سنفقد قدرتنا على العمل, وهو ما سيدفعنا إلى الجنون !
والآن ينبغي أن تعلم أن كل ما مر عليك في حياتك لا يمكن نسيانه أبداً. كما لا يمكن محو ما برمج العقل الباطن عليه, ومع ذلك, وبما أن الكثير من المعلومات لا يتم إستخدامها على الدوام فإنها لا تطفو فوق السطح إلا إذا إستدعاها العقل الواعي, وبالتالي يتمكن من أداء وظائفه بسهولة.
لماذا لا يؤدي الوعي دائمًا الى إحداث تغيير ؟!
حيث يخلق إمكانية إسقاط بعض جوانب الشخص الذي أنت عليه يفتح المجال للقيام بذلك، لكنه لا يفعل ذلك من أجلك.
على سبيل المثال: أنك لست غضبك، أو حتى شخص يحتاج لإستخدام الغضب كأداة لإدارة إحتياجاته، لا يلغي الغضب من دوافعك التلقائية.
‏ومع ذلك، فإنه يخلق الفرصة لك لرؤية الغضب على حقيقته و التوقف عن إستخدامه، أو البدء في إستخدامه بطريقة مختلفة و واعية تماماً.
هذا صحيح بالنسبة لأي جانب من جوانب نفسك، كأي خاصية في تجربتك الذاتية، ستتمسك غريزياً بأي شيء تراه أنت، فكيف يمكن التخلي عنه ؟
‏من أجل التخلي عن أي نزعة أو سلوك أو إندفاع واضح، يجب التعرف عليه على أنه ليس أنت وغير ضروري والكلمة المنطوقة هنا “معترف بها”، سواء كان الأمر كذلك في الواقع أو لا، فأنت لا تقوم بفعل شيء ما لم تختبره على هذا النحو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.