بسمة العقدة تكتب | أمي .. الأحب إلى قلبي

0

من المعروف ما يصعب علينا سداده وإن صنعنا من الخير أطنانًا، وعشنا من العمر أعوامًا وأعوامًا، من ذا يكافئ شمعة قد انصهرت لتضيء طريق الحياة أمامك، وكما يقول إيليا أبو ماضي: “أحسن وإن لم تجز حتى بالثنا، فأي الجزاء الغيث يبغي إن همى”.

من بعد أن أوصى الله وأوصى رسوله الكريم(ص) ماذا ننتظر؟ وهل بعد تكريم الخالق تكريم؟ ما زلت أذكر كل شيء لم ولن أنسِ، كم من ليال طويلة مرت عليك بلا نوم ولا راحة! وكم من ابتسامة ارتسمت على محياك رغم ألمك فقط لأني سعيدة! أنتِ أمي وأماني ومأمني، منك كانت البداية وبين ذراعيك كانت الحياة وحسن خاتمتي مرهون برضاكِ يا أمي.
باب من الخير والدعاء لم يظمأ يومًا وارده، طالما خفت على من الدنيا حتى صرت أخاف الدنيا بدونك، حملتني وتحملتني بلا سأم ولا من، أنت أول يد تصفق لنجاحي، وتمسح دموع انكساري وتضمد وقت الضيق جراحي.
وقت الرخاء لم تبخلي، تذوقت من متع الحياة أجملها وأروعها، ومرت السنوات ومرت بنا الشدائد فوجدتك قوية وصابرة وأبية، حتى أشتد ظهري واستقام، وفوجئت بأني صرت أُستشار في الأمر وأُشارك ويُسمع الرأي مني، ويُتخذ منه القرار، ولكنني ما زلت أشعر أمامك بأنني الطفلة الصغيرة، وبرغم أن عيناي صارت ترى ما يعجز بصرك عن رؤيته، وصرت أنا عصاكِ ودليلك، إلا أنني في كل خطوة أو نجاح أعود لأقبل تلك اليد المرتعشة والتي طالما حملتني وتحملت عني.
ليت الأمر بيدي فأعطيك من العمر ما تبقى، أمي بين يديك كبرت وفي دفء قلبك احتميت، بين ضلوعك اختبأت ومن عطائك أرتويت. أللهم احفظ لي أمي، وأعني على برها، أنها أغلى ما أملك فلا تحرمني منها، فكل يوم استمع فيه لصوتها واستشعر فيه أنفاسها .
هو عيد الأم. كل عام وأنتِ في قلبي الملكة التي لا ينافسها أحد في حبي وقلبي، كل عام وأنتِ الحب الأصدق بلا غرض أو طلب، كل عبارات الحب قاصرة أمام حبي. أمي، أحبك حتى يبلغ الحب منتهاه.

* بسمة العقدة، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.