بسمة العقدة تكتب | ٣٠ يونيو في ذاكرة التاريخ
صباح انتصار أشرقت فيه شمس العزة، صباح عمل وأمل وشموخ وكبرياء ، فاليوم قد مرت عشر سنوات كاملة على ثورة ٣٠ يونيو، التي كانت طوق نجاة لإنقاذ البلاد من حكم جماعة مارقة سعت بكل جهدها لتفكيك مفاصل الدولة المصرية ضاربة بأمنها القومي عرض الحائط. -تحية واجبة لشعب مصر العظيم الذي رفض الرضوخ رغم كل تهديداتهم الخسيسة، ٣٠ يونيو هو ذلك اليوم الذي أعلنت فيه مصر رفضها للاستبداد والتطرف وتطلعها نحو المستقبل، فخرجت كافة تيارات الشعب المصري معلنة خارطة الطريق بتوافق المصريين لإعادة بناء الدولة بعد سنوات من سوء الإدارة ومحاولات هدم الدولة المصرية. -٣٠ يونيو هو يوم أسقط فيه المصريين (شعبا و جيشا ) احتلال الإخوان لمصر، و تم كشف الوجه القبيح الخفي لتلك الجماعة القذرة أمام العالم ، جماعة الإخوان الإرهابية والتي انتهت سياسياً واجتماعيًا في مصر وإلى الأبد ، فهي التنظيم المنبثق منه كافة تنظيمات العنف والإرهاب حول العالم، فجميع التنظيمات المسلحة التي حاولت التواجد في مصر -سواء حسم أو أنصار بيت المقدس أو غيرهما- هي أذرع الجناح المسلح للجماعة الإرهابية، فجميعهم أوجه قبيحة لعملة إرهابية واحدة، فأتت أجهزة الدولة المصرية والشعب المصري الأصيل وجيشه العظيم لينقذوا مصر والشرق الأوسط بل والعالم العربي أجمع بإجهاض مخطط الشر وإسقاط طيور الظلام وإنهاء المشروع الإخواني في المنطقة.
وكعادتها دائماً تضرب القوات المسلحة المصرية مثالاً للعالم في الحفاظ على الأرواح والمنشآت وحمايتهم، وهذا ما تجلى في ثورة ٣٠ يونيو، حيث نجحت القوات المسلحة في حماية الشعب المصري من بطش الجماعة الإرهابية ، حيث لم ولن يحدث أن تتخلى القوات المسلحة عن الشعب يوماً، ولبت القوات المسلحة نداء الشعب لحماية البلاد من الجماعة الإرهابية، بعد سيطرتهم على العديد من المواقع السياسية والحكومية، وأعلنت وزارة الداخلية فى بيان لها آيضاً تضامنها مع بيان القوات المسلحة مذكرة بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية، فخرج وزير الدفاع -حين ذاك – المشير أول عبدالفتاح السيسي، يطالب بحوار وطني للوصول لحلول صائبة، ولكن رفضت الجماعة الإرهابية أي سبل لحلول سلمية ،ليكتبوا بهذا الطمع والغباء نهاية الفصل الأخير لتنظيم سرطاني خبيث تم استئصاله من أحشاء الوطن ، رفضوا كل الحلول فانطلقت حركة تمرد تعلن لهم رفض الجموع لتواجدهم بيننا، حاولوا طمس ملامح الوطن فاصطدموا بقائد جسور وقف بكل عزم ليحافظ على هويتنا المصرية ولا يخشى في حب وطنه سوى الله ، أرادوا لمصرنا السوء وما كانت إرادتهم سوى إلهام لقائدنا لينطلق نحو بناء الجمهورية الجديدة الواعدة ، حاولوا خداع الشعب بقناع من المبادئ الزائفة ولكن وجدوا من يقف لهم بإيمان صادق وعزم لا يلين.
٤ أيام هيا كل ما جرى في المسافة ما بين ٣٠ يونيو حتى ٣ يوليو ٢٠١٣ في مصر، ولكنها أيام فارقة في التاريخ هزت المنطقة والعالم ورجت أركانه رجا، لم يكن أكثر المتفائلين بالتغيير الثوري يتوقع ما حدث، لكن إرادة الشعب كانت فوق أي تصور وكل توقع، وجاء انحياز الجيش للشعب ليحدث الصدمة الكبرى لصانعي ومخططي السياسات في العواصم العالمية الكبرى وفي عدد من العواصم الإقليمية بالمنطقة أو خارجها، ٤ أيام اختزلت مأساة وطن مع حكم جماعة وأهل وعشيرة لوطن بحجم مصر وتاريخه وحضارته وعراقته، ٤ أيام أصابت العالم “بالصدمة والدهشة” ولم يفق منها إلا وقد طرد الشعب جماعة الإرهاب، وامتلك مصيره بيده، وأصبح هو الحاكم الفعلي، التاريخ سوف يتوقف طويلاً للوقوف على ما حدث في مصر من ثورة عارمة كالسيل الجارف ابتلعت في طريقها كل الخونة والمتآمرين والمتربصين والموهومين ويؤمنها ويدافع عنها ويحميها الجيش المصري في صورة عبقرية تستعيدها الذاكرة فى ثورات مصر الكبرى والمجيدة، ففي ٢٣ يوليو عام ٥٢ قام الجيش بالثورة وأيده وانحاز إليه الشعب، وفي ٣٠ يونيو ثار الشعب وحمى ثورته الجيش، ٤ أيام ستظل عالقة أبدآ في ذاكرة التاريخ لأنها كانت ثورة فريدة في نوعها عكست إرادة شعب وأصالته وعراقته ووطنية جيشه الذي لبى نداء واحد فقط هو نداء الوطن وصوت الشعب واتخذ قراراه بإرادته دون مراجعة أو مشاورة او استئذان أحد.
صباح ٣٠ يونيو هو صباح للعزة والشموخ ، صباح الكرامة يا مصريين.