بكر محي طه يكتب | ثقافة الادخار

0

الادخار هو تخصيص جزء من الدخل لفترة طويلة أو قصيرة لاستخدامه لاحقاً ويُعتبر عنصر أساسي في تحقيق الاستقرار المالي وزيادة الثروة، وهو يُعد عملية تتطلب التزاماً وتخطيطاً، لكنها تستحق الجهد فهو ليس مجرد فعل مالي بل هو استراتيجية حياتية تعزز الاستقرار المالي والعاطفي وتُسهم في تحسين الحياة الاقتصادية للأفراد والعائلات فهو يُساعد على تحقيق الأهداف المالية المستقبلية سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل، وتحقيق الطموحات المالية والاستمتاع بحياة أكثر استقراراً ورضا لذلك من الضروري أن يتبع الجميع ثقافة الادخار كجزءٍ من نمط حياتهم.
وعن اهمية الادخار فهو وسيلة توفر امتيازات تمكن الافراد والعائلات من مواجهة مختلف الظروف والتكيف وكما يلي:-
1- الأمان المالي / يُعتبر الادخار وسيلة لضمان الأمان المالي فهو يمكن الفرد من مواجهة الطوارئ المالية مثل فقدان الوظيفة، أو النفقات غير المتوقعة مثل الفواتير الطبية.
2- الأهداف الشخصية / يمكن أن يكون الادخار وسيلة لتحقيق الأهداف الشخصية سواء كنت تسعى لشراء منزل، أو سيارة، أو حتى تمويل التعليم، فإن الادخار يُعزز من فرص تحقيق هذه الأهداف.
3- بناء سلوك مالي صحي / الادخار يُساعد الأفراد على تطوير سلوكيات مالية صحية، حيث يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع أموالهم بفعالية من خلال التخطيط المالي وترتيب الأولويات.
4- تكوين الثروة / يُسهم الادخار في بناء ثروة على المدى الطويل فمن خلال وضع الأموال في حسابات ادخار أو استثمارها، يمكن أن تزداد القيمة الحقيقية للمدخرات.
5- تقليل الديون / عندما يُخصص الفرد جزءاً من دخله للادخار، يقلّ احتياجه للاعتماد على قروض أو بطاقة ائتمانية، مما يؤدي إلى تخفيض مستوى الديون والعبء المالي.
6- تحسين مستويات المعيشة / يُمكن للأموال المدخرة أن تُستثمر في تحسين نمط الحياة، مثل قضاء العطلات، أو تحسين المنزل، أو الاستثمار في الذات من خلال التعليم والتدريب.
7- الاستقرار العاطفي / يوفر الادخار شعوراً بالأمان والطمأنينة، حيث يُمكن للأفراد الاستمتاع بحياتهم دون القلق المفرط بشأن المال.
8- حرية اتخاذ القرارات / عندما يمتلك الفرد مدخرات كافية، يصبح أكثر حرية في اتخاذ قرارات مالية مدروسة، سواء كان ذلك بشأن تغيير الوظيفة أو بدء مشروع جديد.
9- التخطيط للمرحلة التقاعدية / يُعتبر الادخار جزءاً أساسياً من التخطيط للتقاعد، حيث يمكن أن يُساعد في ضمان حياة مريحة بعد انتهاء فترة العمل.
10- تعزيز العلاقات الأسرية / عندما تتبنى الأسر ثقافة الادخار فإن ذلك يعزز الشراكة والتواصل بين الأفراد حول الأمور المالية مما يساعد على بناء ثقة أكبر.
وان الادخار يحتاج إلى خطة واقعية ومدى زمني مرن لتحقيق الأهداف المالية لذا فهي خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار المالي، ولغرض تحديد هذه الاهداف لابد من اتباع مايأتي:
1- الأولويات / ان الغرض من الادخار هو مثلاً شراء منزل أو تمويل التعليم أو إنشاء صندوق للطوارئ فالقائمة الواضحة ستساعد على التركيز.
2- تحديد المدة الزمنية / اولاً قصيرة الأجل (سنة أو أقل) مثل الادخار لرحلة قصيرة أو شراء أشياء صغيرة، ثانياً متوسطة الأجل (من سنة إلى خمس سنوات) مثل شراء سيارة أو القيام بتجديد في المنزل، ثالثاً طويلة الأجل (أكثر من خمس سنوات): مثل الادخار للتقاعد أو التعليم العالي للأطفال او شراء منزل.
3- إنشاء خطة ادخار / تحديد مقدار المال الذي يمكن تخصيصه للادخار شهرياً بناءً على الميزانية الحالية ومدة عملية الادخار لكل هدف ووضع خطة توضح الكيفية التي سيتحقق من خلالها كل هدف.
4- قابلية تحقيق الاهداف / التأكد من أن الاهداف تتميز بعناصر واضحة قابلة للتحقيق وقابلة للقياس، كونها واقعية ويمكن الوصول إليها ومرتبطة بالاولويات الحالية.
5- تعديل الاهداف / مراجعة الاهداف بشكل دوري (سنوياً أو نصف سنوي) لتحديد ما إذا كان هناك حاجة لتعديلها بناءً على التغيرات في الوضع المالي أو ألاولويات.
6- تجنب النفقات الغير ضرورية / محاولة تقليل الإنفاق على الكماليات والتركيز على الضروريات.
7- فتح حساب ادخار / أنشأ حساب ادخار منفصل عن الحساب الجاري مما يساعد في تجنب صرف الأموال ويشجع على الادخار أكثر بجعل الادخار عادة مع مرور الوقت.
8- مصادر دخل إضافية / من الممكن البحث عن طرق اخرى لزيادة الدخل عبر عمل إضافي أو مشروع جانبي يمكن أن يساعد في تحقيق الاهداف المالية سريعاً.
وهنا يتضح بأن الادخار ليس مجرد وسيلة لتجميع الأموال بل هو استراتيجية شاملة تحقق الأمان المالي والاستقرار الشخصي والعائلي من خلال المساعدة على تطوير عادات ادخارية يمكن ان تعزز جودة الحياة وتحسنها وتحقيق الطموحات المالية للاستمتاع بحياة أكثر استقراراً من خلال تبني ثقافة الادخار كجزءٍ مهم من نمط حياة الانسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.