تقي رمضان تكتب | تغير المناخ والدول الافريقية

0

العلاقة بين التغيرات المناخية ووقوع الأفراد في دائرة الفقر قوية، حيث أثبتت الدراسات أن أهم مؤشرات تصاعد أزمة التغير المناخي في إفريقيا زيادة الانبعاثات الكربونية، تزايد درجات الحرارة وخاصة القطاعات الاقتصادية الهشة التي يعمل به نحو 65% من جملة سكان القارة، مما ترتب انخفاض مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

للتغير المناخي علاقة قوية بالفقر في القارة السمراء، وذلك لأسباب متعددة أولها أن اغلب القوي العاملة يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل ومن ثم انخفاض الإنتاجية من خلال التأثير على خواص التربة الطبيعية وبالتالي انخفاض مستويات المعيشة وزيادة معدلات الفقر. وتشير تقارير البنك الدولي إلى أن القارة الأفريقية ستكون الأكثر تضررا من تغيّر المناخ، مع ما يصل إلى 86 مليون أفريقي سيهاجرون داخل بلدانهم بحلول عام 2050، ويمكن أن تظهر النقاط الساخنة للهجرة المناخية في وقت مبكر من عام 2030.

وفقًا لمركز سياسات المناخ الأفريقي، تتراوح تكاليف خسائر وأضرار تغير المناخ في “القارة السمراء” بين 290 إلى 440 مليار دولار. فقد تأثر في العام 2022 أكثر من 110 ملايين شخص في القارة بشكل مباشر بالمخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه؛ مما تسبب في أضرار اقتصادية تزيد عن 8.5 مليار دولار.

 وثانيها: انعدام الأمن الغذائي حيث يعد تغير المناخ وتقلُّبه من الأسباب التي تؤدي لارتفاع معدلات الجوع؛ يؤثر تغير المناخ على الأمن الغذائي على عدة جبهات، خاصةً في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية؛ حيث يزيد انعدام الأمن الغذائي من خطر سوء التغذية، ويساهم في تدهور الحالة الصحية؛ خاصةً لدى الأطفال والنساء، وهذا بدَوْره يؤثر سلبًا على أدائهم التعليمي، ويؤدي إلى ضعف الإنتاجية. وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الأفريقية أن للتغيرات المناخية آثار مدمرة على إنتاج المحاصيل والأمن الغذائي، وتأثرت محاصيل الحبوب الرئيسية المزروعة في جميع أنحاء أفريقيا بشكل سلبي، وإن كان ذلك مع التباين الإقليمي والاختلافات بين المحاصيل، ومن المتوقع حدوث انخفاض في متوسط العائد الزراعي 13% في غرب ووسط أفريقيا، و11% في شمال أفريقيا، و8% في شرق وجنوب أفريقيا.

كذلك لعبت التغيرات المناخية المتطرفة دورًا غير مباشر في زيادة معدلات الفقر من خلال الصراعات السياسية والهجرة القسرية للأفراد، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار واندلاع الحروب والصراعات، ومن ثم زيادة معدلات الفقر والجوع.

كان من أهم الأسباب التي جعلت إفريقيا أكثر الدول تعرضا لمخاطر تغيرات المناخ هو النقص الحاد في تمويل مشاريع التكييف مع تغير المناخ.

أبرز التحديات التي تواجه القارة الأفريقية نتيجة تغير المناخ:

الفيضانات: التي تتسبب في تدمير الطرق والجسور ويعطل حركة التجارة والنقل.

الجفاف: مما يؤثر على توليد الطاقة الكهرومائية.

ارتفاع مستوي سطح البحر: مما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة.

التصحر: مما يؤدي إلى تدهور الأراضي ويزيد من خطر الانهيارات الأرضية.

ويمكن التقليل من آثار التغيرات المناخية من خلال: تطبيق نظام الزراعة المستدامة كأنظمة الري الحديثة المقاومة للجفاف، إدارة المياه من خلال بناء السدود لحفظ مياه الأمطار، نشر الثقافة المجتمعية بضرورة المشاركة في جهود التكييف مع تغيرات المناخ، حماية الغابات وإدارة المخلفات، زيادة تمويل صندوق المناخ الأخضر بالقارة وتشجيع التعاون الدولي. التخطيط العمراني المستدام مثل تجنب بناء المباني في المناطق المعرضة للفيضانات، وتشجيع الزراعة المستدامة، الاستثمار في الطاقة المتجددة: يمكن للطاقة المتجددة أن تساعد في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتوفير طاقة مستدامة للمجتمعات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.