تنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين.. مسارات جديدة للمشاركة السياسية

1,346

يأتي استحقاق انتخابات مجلس الشيوخ المصري 2020 الذي بدأ يوم الثلاثاء الموافق 11 أغسطس، ويستمر على مدار يومين، بدءًا من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءًا؛ ويبلغ من لهم حق التصويت ما يقرب من 36 مليون مواطن، أمام 27 لجنة عامة، منها 14 ألف و92 لجنة فرعية تحت إشراف قضائي بمشاركة 18 ألف قاض (أساسي واحتياطي)، ومعاونة 120 ألف موظف. كخطوة لتعزيز البناء الديمقراطي، وتوسيع الحياة النيابية، وإتاحة الفرصة للمشاركة السياسة لكافة المواطنين، التي سيتم ترجمتها في عدد من التشريعات والقوانين التي ستنعكس بشكل إيجابي على مصلحة المواطنين والدولة.

ويتولى مجلس الشيوخ مناقشة وضبط مشروعات القوانين التي ستحال إليه أولا من قبل رئيس الجمهورية قبل إقرارها داخل مجلس النواب، علاوة على الرغبة في بناء منظومة متوازية في ممارسة السلطة، إنجاز المهام التشريعية بكفاءة وفاعلية، من خلال الاستفادة من الخبرات المتنوعة والكفاءات المختلفة، لدعم النهج التشاركي في عملية صنع واتخاذ القرار، وتمثيل أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة تضمنت عددًا من الأحزاب السياسية ذات التوجهات المختلفة بجانب مشاركة تنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين.

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين نموذجًا

تُعدُّ تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين نموذجًا للتجربة الشبابية التي تجلت في هذا الاستحقاق الدستوري؛ إذ خاضت الانتخابات مجلس الشيوخ 2020 في إطار القائمة الوطنية “من أجل مصر”، تتضمن خمسة أعضاء من التنسيقية وهم: محمد عزمي عن حزب الحركة الوطنية المصرية، ومحمد عمارة عن حزب الشعب الجمهوري، ومحمود فيصل عن حزب حماة الوطن، وعمرو عزت عن حزب التجمع، محمد السباعي عن حزب مصر الحديثة.

إذ تُعد تنسيقية الشباب استجابة حقيقة للمشاركة في العمل العام، حيث تأسست في يونيو 2018، في أعقاب دعوة السيد الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” لإثراء الحياة السياسية، بعد ما تم إطلاق الفكرة خلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الوطني الخامس تحت عنوان “رؤية شبابية لتحليل المشهد السياسي في مصر”. وقد تبنت التنسيقية منذ تدشينها نهجًا قائمًا على تقارب وجهات النظر بين الشباب ومؤسسات الدولة. وقد تبلور هذا من خلال المشاركة في المؤتمرات الوطنية للشباب في نسخته السادس والسابع، وأيضًا منتدى شباب العالم في نوفمبر 2018، وملتقى الشباب العربي الإفريقي في مارس 2019، وكذلك تقديم مقترحات لخريطة الطريق المرتكزة على دعائم البناء والتنمية خلال مشاركاتها في الحوارات المجتمعية والسياسية.

كما تمثل إحدى آليات تمكين الشباب بكافة توجهاتهم وانتماءاتهم، إذ تضم مجموعة من شباب السياسيين وممثلين للأحزاب يبلغ عددهم ما يقرب إلى 25 حزبًا منهم حزب مستقبل وطن، الإصلاح والتنمية، والتجمع، والمصريين الأحرار، والمؤتمر، والإصلاح والنهضة، والجيل، والحركة الوطنية المصري، والحرية، والغد، والمصري الديمقراطي، والمحافظون، الناصري، وحماة الوطن.

يكمن هدف التنسيقية في ترسيخ تجربة رائدة من التكامل السياسي، والعمل العام الداعم لتحقيق جبهة وطنية قوية لديها إيمان بضرورة الحوار ومناقشة القضايا السياسة والاجتماعية والاقتصادية، تمهيدًا للوصول إلى لتوافق وطني يعزّز دعائم ومقدرات الدولة المصرية، فضلاً عن رغبتهم في إعلاء المصالح العامة والوطنية.

وقد توج عمل التنسيقية بتعيين ستة من أعضائها كنواب محافظين في نوفمبر 2019؛ إذ جاء عمرو عثمان نائبًا لمحافظ بورسعيد، ود. حازم عمر نائبًا لمحافظ قنا، وهيثم الشيخ نائبًا لمحافظة الدقهلية، وبلال حبش نائبًا لمحافظ بني سويف، ومحمد موسى نائبًا لمحافظ المنوفية، وإبراهيم الشهابي نائبًا لمحافظ الجيزة. وشاركوا في مواجهة فيروس “كوفيد-19″، من خلال إطلاق عدد من المبادرات مثل مبادرات “أبطالنا رموز العملة الوطنية”، و”البالطو الأبيض”.

المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ

سعت التنسيقية إلى تقديم نموذج إيجابي للمشاركة السياسة في الانتخابات الحالية، وذلك في إطار التدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي، بالتوازي مع تدشين حملاتهم الدعائية؛ حيث وظفت آليات غير تقليدية في حملاتهم تجلت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف نفسهم، وعرض برامجهم الانتخابية، من خلال نشر العديد من الفيديوهات التعريفية لهم، والفيديو جراف عن المجلس وأهميته ودوره واختصاصاته، وذلك لضمان توفير مناخ أمن للمواطنين. علاوة على ذلك تم إطلاق غرفة عمليات مركزية لمتابعة الانتخابات. حيث أولت الغرفة اهتمامًا بالمرشحين منذ بداية ترشحهم وتابعت حملاتهم الانتخابية.

فيما حصلت على ما يقرب من 1500 تصريح للمتابعة الانتخابية بجميع المحافظات من الهيئة الوطنية للانتخابات. علاوة على رغبتها في التعاون مع كافة الغرف المناظرة والمؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني داخليًا وخارجيًا، والمجالس القومية المتخصصة الحاصلين على تصاريح المتابعة من الهيئة الوطنية للانتخابات، لضمان الشفافية والفاعلية خلال العملية الانتخابية.

هذا بجانب قيامها بعمل مؤتمرات صحفية خلال العملية الانتخابية، توضح فيه استعراض سير عملية التصويت، وما ترصده غرفة العمليات المركزية. وقيامهم بالعديد من المداخلات الهاتفية، والظهور الإعلامي للتعقيب على مسار العملية الانتخابية.

وعليه، تعد تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تطورًا إيجابيًا لتمكين الشباب سياسيًا، وإيجاد ساحة متنوعة قادرة على بلورة وطرح رؤى مختلفة متعددة التوجهات والانتماءات في سبيل إيجاد مساحات مشتركة تضمن بيئة وعي حاضنة لمستقبل هذا الوطن.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.