حسام عيد يكتب | هل يدخل العالم في كساد عظيم؟

0

بعد تصاعد الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على روسيا بعد الغزو الروسي، والتي شملت عقوبات بالقطاع المالي وقطاع الطاقة والنقل وقطاع السلع ذات الاستخدام المتبادل بين روسيا والاتحاد الأوروبي وإصدار ضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات، الأمر الذي دفع أسعار النفط الخام عالميًا نحو الارتفاع وتحقيق مستويات سعرية قياسية مما ترتب عليه ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والخدمات عالميًا، الأمر أيضًا الذي دفع مؤشرات التضخم السنوي عالميًا إلى الارتفاع الكبير مما ترتب عليه اصدار سياسات انكماشية للاقتصادات الدولية لكبح جماح التضخم السنوي عالميًا، وقد اعتزم الفيدرالي الأمريكي منذ بداية الأزمة رفع معدلات الفائدة بأكثر من خمس مرات بالعام الحالي مع اتخاذ إجراءات انكماشية بالسياسة النقدية الأمريكية لكبح جماح التضخم السنوي والاتجاه نحو الكساد لأكبر نظام اقتصادي عالمي، الأمر الذي سوف يدفع أغلب الدول لأتباع نفس السياسة الانكماشية لدفع مؤشرات الطلب نحو الانخفاض تدريجيًا وهبوط الاسعار و بالتالي خفض معدلات التضخم السنوي، الأمر الذي قد يدفع النظام الاقتصادي العالمي نحو الكساد الكبير مثل ماحدث من أكثر من 90 عام، حيث شهد العالم كساد اقتصادي عالمي حاد حدث خلال ثلاثينيات القرن الماضي وبداية عقد الأربعينيات انطلاقًا من الولايات المتحدة ،حيث بدأ في عام 1929 واستمر حتى أواخر الثلاثينيات، حيث كان هذا الكساد هو الأطول والأعمق والأكثر انتشارًا في القرن العشرين ويُعَدُّ أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، والذي بدأ مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالثلاثاء الأسود، ويُستخدم الكساد الكبير بشكل شائع مثالًا على مدى شدة تدهور الاقتصاد العالمي، وقد تدفع السياسة الانكماشية العالمية الاقتصاد العالمي إلى الخروج من الأزمة مبكرًا قبل أن يدخل الاقتصاد العالمي في الكساد العظيم.

* حسام عيد محمود، مساعد رئيس حزب العدل للشؤون الاقتصادية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.