حسام فودة يكتب | يناير الجمهورية الجديدة

0

التاريخ هو لغة الحضارة ومن يمتلك التاريخ يمتلك الحضارة، ودائمًا وأبدًا التاريخ يعيد نفسه كسلسلة زمنية علينا جميعًا أن نتعلم التاريخ حتى نبني حضارة المستقبل. وعند النظر على تاريخ فرنسا المعاصر نجد انه منذ اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789 والتي انهت النظام الملكي واعلنت الجمهورية الأولي عام 1792 والتي كانت أهدافها القضاء على الفقر وترسيخ الديمقراطية لم تتحقق تلك الاهداف الا بعد عدة عقود تحديدا 1958 عندما وصل شارل ديغول الي الحكم عام 1969 وأعلنت الجمهورية الخامسة.

أما في مصر فبعد ثورة 1952 والتي استرد الشعب الحكم للشعب بحركة الضباط الأحرار والتي قامت من أجل القضاء على الفقر وترسيخ الديمقراطية وتحرير الوطن في عام 1973 بقيادة رجل الحرب السلام وجاء بعدها تحرير المواطن من ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011 تلك الثورة العظيمة التي كانت بداية لجمهورية جديدة أهدافها عيش حرية عدالة أجتماعية كرامة إنسانية، وحلم لكل مصرى يؤمن أن مصر للجميع وأنها دولة مدنية ديمقراطية قائمة على دستور واحترام القانون وأنها دولة مؤسسات وصاحبة قرار حر ومستقل. فكان لابد من تصحيح مسار الثورة في 30 يونيو 2013 حتى يختفي خفافيش الظلام وتقوم الجمهورية الجديدة على الأسس الديمقراطية السليمة فالآن ونحن نحتفل بعيد الشرطة وذكرى ثورة يناير العظيمة أصبح عندنا دستور مدني لكل المصريين.
اليوم أصبحت مبادرة حياة كريمة من أهم المبادرات الإنسانية على الخريطة السياسية ومبادرة 100 مليون صحة والتأمين الصحي الشامل أولوية قصوى عند الجهات المعنية والدعم النقدي أصبح يصل إلى من يستحق ومبادرة اسكان الشباب والتمويل العقارى لمحدودي الدخل فأصبحت أهداف الثورة من العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية في طريقها الصحيح، على جانب الحرية فنجد اليوم ما لم نجد من قبل من حرية تعبير على المستوي السياسي والإعلامي بما لا يخالف الدستور واحترام القانون. وإذا كان الشباب هو وقود ثورة يناير فاليوم نجد تمكين الشباب على المستوى السياسي والتنفيذي وما تقوم بيه الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب حتى يكون عندنا شباب قادر علي مواجهة التحديات نعم نحن على بداية الطريق الصحيح. وعلى المستوي الاقتصادي ورغم ما يمر بيه العالم من صعاب لكن أصبحت مصر الآن وفي ذكرى ثورة يناير دولة قوية عادت اقتصاديا من جديد وأصبحت على الخريطة التجارية هي جسر التواصل التجاري العالمي وخير مثال علي ذلك قناة السويس والتي توقف العالم كله عن حادث جنوح السفينة “إيفرجيفين” منتصف العام الماضي ورؤية القيادة السياسية من حفر قناة السويس الجديدة واستكمال التوسعة الجنوبية كانت نظرة صائبة للمستقبل.
نحتفل اليوم بثورة 25 يناير والتي أعادت بناء المواطن المصرى وبناء ميدان التحرير من جديد والذي كان شاهد علي الثورة وشاهد أيضًا على موكب المومياوات الملكية الذي شاهده العالم أجمع والذي ينتظر افتتاح المتحف المصري الكبير. انطلقت الجمهورية الجديد كالقطار السريع الذي ينتظره الجميع حتى يتم ربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب وتصبح مصر مرة أخرى هي مناورة الحضارة كما كانت دائمًا وأبدًا. لقد ابحرت السفينة بقيادة قائد يحب مصر قبل كل شيء، رئيس اقسم أن تُصبح مصر “أم الدنيا” من جديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.