حسن الدالي يكتب | مستقبل إسرائيل وإرهاصات نهايتها

0

إسرائيل الأن لم تعد إسرائيل بن جوريون فنظام الفصل العنصري “Apartheid” أصابه الإجهاد فبعد مرور حوالي 76 عام على النكبة يمكننا ملاحظة جوانب الضعف في المجتمع الإسرائيلي:

أولًا: سقوط سردية أرض بلا شعب والإجماع اليهودي لم يكتمل مما جعل الصهيونية لم تعد تصلح دليل يهدي الإسرائيليين.

ثانيًا: فشل تصور “الصهر” الذي بُني على أن المهاجرين سوف ينصهرون مع المواطن الإسرائيلي وهذا بدء تراجعه منذ نهاية السبعينيات.

ثالثًا: الاستقطاب الديني العلماني الذي يزداد تطرفًا ويجعل إسرائيل تأكل نفسها.

رابعًا: مشكلة المادة الاستيطاني الذي جعلتهم يستوردون الفلاشا السوفييت نتيجة عدم اطراد هجرة اليهود إليهم وهو أهم اساس لبقاء الدولة والأكثر مرارة من ذلك أن ما يقرب من المليون مستوطن إسرائيلي أفصحوا برغبتهم في الهجرة من إسرائيل نتيجة عدم شعورهم بالأمان.

خامسًا: الأيمان الكامل من داخل المجتمع الإسرائيلي أنه لا يوجد حل لمنع المقاومة الفلسطينية؛ في حقيقة الأمر لم يذكر التاريخ أن هناك حركة تحرير تم هزيمتها حتى من قِبل الدول العظمى.

سادسًا: ظاهرة تهرب الإسرائيلين من الخدمة العسكرية، فهذا الجيل يختلف تمامًا عن الرعيل الأول مثل عصابات الهجنة الذين كانوا يقاتلون بشراسة فأصبح من الصعب أن تقنع الشاب الإسرائيلي أن يدخل حرب ليست من اختياره.

سابعًا: المشكلة الديمغرافية التي لا حل لها فالعرب يتكاثرون من ناحية والإسرائيليون يتناقصون نتيجة عدم رغبتهم في الإنجاب، وهذا أحد مظاهر العلمانية وهي الالتفاف حول الذات، ونتيجة رغبة الكثيرين في البحث عن مكان أمن لهم بعيدًا عن هذا المجتمع الذي يعيش في حالة حرب دائمًا.

أخيرًا يمكن الحديث عن أزمة المعنى الذي يعاني منها الجيل الحالي من الإسرائيليين فالدولة الصهيونية لا يمكنها أن تجيب عن الأسئلة الكبرى، من نحن في الأساس؟ لماذا نحارب بصفة مستمرة؟ لماذا كل هذه التناقضات داخل المجتمع؟ ماذا بعد الصهيونية؟ أسئلة كثيرة يطرحها الجيل الحالي لم تستطع الدولة الإسرائيلية الاجابة عليها لان التفسير الدقيق أنهم مجتمع لم يكتمل بعد ولن يكتمل لذلك سيظل يعيش في حالة صراع دائمًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.