حسن مدبولي يكتب | الماسونية ..المكافأة المنتظرة

0

الماسونية تعرف نفسها بأنها “حركة أخوية عالمية أهدافها المساعدة المتبادلة والصداقة وخير الناس”. لكن هذا التعريف العام لا يعبر فى الحقيقة عن الماسونية ، فالماسونية هي أكبر وأقدم تنظيم سري تتخفي وراءه القوى ( العبرانية ) العالمية التي تحاول السيطرة على العالم .
وللماسونية محافل يجتمع فيها الأعضاء الماسونيون من جميع الاجناس يدبرون ويحيكون بخبث ومكر كل المؤامرات التى يحققون من خلالها أهدافهم الخفية وأهمها تحقيق مصلحة الكيان (العبرى) ويرصدون لذلك مكافآت سخية لكل من يساهم أو يشارك أو يساعد على تحقيق ذلك الهدف ،،
ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية، كما يورد الكاتب الماسوني “بات مورغان” في كتابه “أسرار الماسونيين الأحرار” ” أن الماسونية هى امتداد لتنظيم عسكري “منقرض” كان يعرف باسم “فرسان الهيكل” كان يدعم ويشارك فى الحملات الصليبية على المشرق العربي والتى كانت تستهدف القضاء على التواجد الإسلامى فى بيت المقدس وفلسطين وإفساح المجال لتجميع اليهود تمهيدا لعودة السيد المسيح !؟
وقد دخل النشاط النشاط الماسونى إلى مصر مع قدوم الغزو الفرنسي للبلاد ، ورغم أن الإحتلال الفرنسى لم يدم طويلا ، إلا أنه ترك بذورا سرعان ما أنتجت نشاطا ملحوظا للمحفل الماسونى ضم خلاله العديد من رجال النخبة مثل جمال الدين الأفغانى ،
لكن التأسيس الفعلى للنشاط الماسونى فى مصر ارتبط بإسم المدعو إدريس راغب الذى يعتبر الراعى الرئيسى لذلك النشاط بمصر ، وإدريس راغب هو نجل لرجل غامض من اصول أجنبية يدعى إسماعيل باشا راغب تولى رئاسة مجلس الوزراء المصرى فى عهد الخديوى توفيق (عميل الإنجليز) ، وجمع خلال توليه لمنصبه ثروات طائلة أثناء خدمته للسلطة والإحتلال اورثها لنجله وخليفته إدريس ،،
وقد وهب ” إدريس راغب ” كل حياته وثروته وممتلكاته في خدمة النشاط الماسوني في مصر ، وبالتالى رفعت الماسونية العالمية وقت الاحتلال الأجنبى من شأن هذا الشخص بدرجة مذهلة، وجعلته يتولى منصب ” الأستاذ الأعظم بالمحفل الماسونى ” وكان عمره في ذلك الوقت لايزيد عن ثلاثين عاما ,
, وتمادى ذلك الرجل في نشاطه المحلى فأنشأ – خارج المجال الماسوني – حزبا سياسيا مواليا للإحتلال سماه ” الحزب الدستوري ” وكان من أهم مبادئ ذلك الحزب هى الدعوة إلى التمييز الطبقي، كما اصدر جريدة ناطقة بالمبادئ الماسونية،
بينما كانت اهم مساهماته المدنية المشاركة فى تأسيس أحد الأندية المصرية الشهيرة عام 1907 ،و ذلك بعد حوالى اربعة اشهر فقط على وقوع مذبحة دنشواى التى تمت فى نهاية نوفمبر 1906 وتسببت فى حزن عام بين المخلصين من أبناء الشعب المصرى ، وفيما كان مصطفى كامل وسيد درويش يناضلان من اجل الاستقلال والبحث عن حقوق شهداء المذبحة، ويطالبان بجلاء المحتل ، كان الماسونى راغب ادريس واليهودى ميشيل أنس يجهزان لأهم أداة ستستخدم فى تغييب وإلهاء الجماهير فى بداية عام 1907
،وليست من قبيل المصادفة أن يترأس أول جمعية عمومية لذلك النادى وزيرا فى حكومة الإحتلال يدعى ( سعد زغلول) والذى هو شقيق المستشار فتحى زغلول أحد أهم قضاة مذبحة دنشواى بعد بطرس باشا غالى !؟

لم يقتصر نشاط إدريس راغب على الشأن الداخلى المصرى فبالرغم من الشعار الماسوني المعروف الذي يحظر علي المحافل التدخل في أمور السياسة أو الدين ، إلا أن التنظيم الماسونى فى مصر تحت قيادته تدخل فى قضية فلسطين لحساب الصهاينة أكثر من مرة ، كان من أبرزها مناشدة أهل فلسطين الهدوء والسلام والقبول بالعيش المشترك مع اليهود ( المهاجرين من أوروبا) خلال عشرينيات القرن الماضي، إبان الهجرات اليهودية المنظمة التي كانت قد بدأت في ذلك الحين، وقد صدر ذلك في بيان موقع من إدريس باشا راغب رئيس المحفل الوطني الأكبر في مصر بتاريخ 2 أبريل/نيسان 1922 تحت عنوان :
«نداء إلى أهالي فلسطين».
وهو ما مهد بعدها على مايبدو لاول لقاء كروى بين فريق اسرائيلى هو فريق( بيتار )مع نفس الفريق مصرى الذى أسسه الرجل ، وذلك فى مباراة أقيمت بتل أبيب عام 1943 ،،

ولا شك أن تلك الوقائع ليس مجرد شأن تاريخى قديم انتهى زمنه، فالماسونية لها أذرع طويلة من المؤسسات والأشخاص، منتشرين بمحافلهم والمؤسسات والاندية والدول التابعة لهم بكافة ارجاء المعمورة،وهم مستمرون فى نشاطهم المريب بدون توقف ، وليس من المفروض ان يعلن الشخص او النادى أو المؤسسة أو الدولة انها تؤمن بالماسونية وتمشى على دروبها ، لكن الأمور تظهر حقيقتها وتعرف من عناوينها وأنشطتها ،فكل من يداهن الصهاينة ويحقق أهم اهداف الماسونية العالمية ، يتم تكريمه ويرفع من شأنه سواء كان شخصا ام ناديا أم مؤسسة أم دولة ، وهو امر يمكن ملاحظته بسهولة تامة ، فالشخص الذى قاد التطبيع بين المنتخبات الرياضية المصرية والاسرائيلية تمت مكافأته بمنصب دولى رفيع ، كما أن النادى صاحب التاريخ الماسونى والذى انصاع لخوض الأسبقية فى التطبيع مع احد الفرق اليهودية ، والذى لايزال يستخدم فى التخدير والتغييب عن القضايا المصيرية ويدعم بشكل غير مباشر كل عمليات القمع والفساد والتطبيع ، تفتح له المجالات والمشاركات وترتب وتسهل له المباريات والمنافسات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.