حسين عجيب يكتب | مناقشة بعض أفكار فيزياء الكم ( 2_2 )

0

2 _ ظاهرة التراكب

فكرة التراكب ، أو التشابك الكمومي ، من أكثر الظواهر الجديدة ، والصادمة التي اكتشفتها تجارب فيزياء الكم .

لا يمكن رؤية الماضي ، أو المستقبل ، بشكل مباشر . مع أننا ، كلنا نعرف وبشكل يقيني ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) أن اللحظة السابقة حقيقية واللحظة اللاحقة أيضا حقيقية ، مثل اللحظة الحالية . لماذا الواقع المباشر أيضا ، على هذه الدرجة من الغرابة ؟! مثال مباشر : صعوبة التمييز بين الحاضر والماضي والمستقبل ، إلى درجة دفعت اينشتاين لإنكار وجود المستقبل أو الماضي ؟! لا نعرف بعد ، لا أحد يعرف حل المشكلة ، والمسألة شبه مسكوت عنها أو غير مرغوب بمناقشتها _ بحسب تجربتي الشخصية .

ولحسن الحظ ، يمكن التقدم خطوة جديدة بالفعل : الماضي بداية الحياة ، كل الأحياء أتينا من الماضي وعلى المستويين الفردي والاجتماعي أو المشترك ، وبلا استثناء . بينما المستقبل بداية الزمن ، وينتهي في الحاضر أو يستمر بالماضي . مثال بسيط ومباشر : اليوم الحالي ، أو الساعة ، من أين يأتي وإلى أين يذهب ، وكيف ؟! ( ناقشت هذا السؤال صيغ متعددة ، ومنشورة على الحوار المتمدن )

يلزم أولا فهم طبيعة اليوم الحالي الثلاثية ، أو الساعة او اللحظة أو القرن وغيرها من تقسيمات لحاضر . اليوم الحالي ثلاثة طبقات ، وهي تتحرك بالتزامن عبر ثلاث اتجاهات : يوم الزمن ، يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، ويوم الحياة ( أو الحضور ) ، يأتي من الماضي ، ويوم المكان ( أو المحضر ) ، ثابت ولا يتغير بين الأمس والغد أو بين الماضي والمستقبل . المثال التوضيحي المناسب للفكرة ، ظاهرة الانقراض لبعض الحيوانات . ( فكرة : استمرارية الحياة بين الماضي والحاضر مؤكدة ، لكن المستقبل احتمال ، مثالها الديناصورات )

أعتقد أن الوقت الحالي ، 2024 ، مناسب لحل مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة ، وهي جدلية عكسية تشبه اليمين واليسار ( يكفي معرفة أحدها ، لنستنتج وضع الثاني بشكل دقيق وموضوعي بالتزامن ) . والمشكلة الفعلية ، في تصحيح التصور الثقافي العالمي الحالي للحياة أيضا ، وليس للزمن فقط . تعرف الحياة بالزمن ، والعكس صحيح أيضا يعرف الزمن بالحياة ويتحدد من خلال الحياة بشكل دقيق وموضوعي .

وهي تفتح الطريق مباشرة أمام حل مشكلة تحديد الحاضر ، والماضي ، والمستقبل . الحاضر يتحدد بالأحياء ، والعكس صحيح أيضا تتحدد الأحياء بالحاضر . الماضي يتحدد بالموتى ، وبالعكس يتحدد الموتى بالماضي . المستقبل يتحدد بمن لم يولدوا بعد ، والعكس صحيح أيضا بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، هم أو هن يتحددون بالمستقبل . يوجد تداخل مهم ، ومن الضروري فهمه ، يتمثل بمشكل الحدود أو التحديد بين الماضي والحاضر وبين المستقبل والحاضر . في الحاضر ، بصرف النظر عن مجاله بين اللحظة ومليارات القرون ، تحدث عملية الولادة أو الموت بشكل مستمر ، وهذا التداخل المستمر بينها حقيقي ، وبعد فهمه تتكشف المشكلة أو تتوضح أكثر بالفعل .

سؤال ، كيف ينتهي الزمن ، سهل ، وهو اكثر وضوحا ، ومباشرة ، من النقيض : كيف بدا الزمن ؟ ينتهي الزمن مع نهاية الحياة ، أو بنهاية الحياة بالتزامن . هذا جواب منطقي ، وحاسم . بنهاية الحياة ، سواء أكان الزمن فكرة أم طاقة ، لا يبقى له معنى بعد نهاية الحياة وانقراض الأحياء جميعا . سؤال نهاية الحياة مفتوح أيضا ، وغامض بطبيعته ، لكنه أسهل من نهاية الزمن وأكثر وضوحا ، ويمكن دراسته بشكل علمي ومحدد .

تكملة العلاقة بين هنا والآن : هنا مفردة ، بسيطة ومباشرة ، وأحادية . الآن متنوعة بطبيعتها ، ثنائية على الأقل بين الزمن والحياة . بكلمات أخرى ، الآن متعددة ، مركبة ، وغير مباشرة . ( يمكن تحديد هنا بشكل تجريبي ، ويتعذر ذلك مع الآن ، أو يصعب ) . فكرة الزمكان خطأ منطقيا أولا ، وتجريبيا ثانيا ، ويتعذر اثباتها دوما . فكرة الزمكان مثل فكرة الأثير خطأ موروث ومشترك ، بالإضافة لكونها مضللة وغير منطقية . ويمكن توضيح ذلك عبر الأدلة ، والأمثلة المناسبة . ( ناقشت مشكلة العلاقة بين الآن وهنا ، بشكل تفصيلي عبر نصوص سابقة ومنشورة ، لمن يهمهم _ ن الموضوع ) .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.