حمدي عبد العزيز يكتب | قبل أن تشتعل التريندات

0

استمعت للتسريب المنقول عن الفنانة نجلاء فتحي والذي تتحدث فيه عن الفنان عادل إمام وذلك بعد أن لفت نظري تلك العنواين التي يطلقها محترفي الإلهاء العام ، وكذلك تلك الأخبار التي تتحدث عن تحرك بعض المحامين من هواة الشهرة التقليديين لرفع قضايا عليها بمااعتبروه (إهانة للفن المصري) و(إهانة لقيمة فنية عظيمة متمثلة في الفنان عادل إمام ..
وأحب كمتابع أن أوجز رأيي كمايلي :
أولاً / مبدئياً فلكلا الفنانين عادل إمام ونجلاء فتحي الحق في الإحترام كإثنين من كبار المبدعين الذين أمتعوا المصريين بأعمالهم المتنوعة والمتفاوتة مابين الأعمال عالية القيمة والأعمال فقيرة القيمة لكل منهما دون استثناء ، وهذا طبيعي جداً لأن آداء الممثل وأعماله واختياراته كل ذلك يخضع لظروف الإنتاح السينمائي والدرامي مهما كانت مهارات الممثل في الآداء ، ومهما كان حرصه علي حسن انتقاء واختيار أدواره والأعمال التي يشارك فيها ..
، وهذا ليس تبريراً لشئ أو لأحد إنما هو إشارة لقوة الظروف الموضوعية المحيطة بالعملية الإنتاجية فالشروط التي تحدد الإبداع السينمائي والدرامي .
ثانياً / لا أري – في حدود ماسمعت – في حديث الفنانة نجلاء فتحي أي كلام معيب أو قذف في حق الفنان عادل إمام أو أي تعرض لشخصه بالإهانة .. فهي في حديثها قدمت رؤيتها الخاصة لأعمال الفنان عادل إمام وقدمت نقداً شديداً لمواقفه السياسية ، وهذا حقها كإنسانة مثقفة ومهتمة بالشأن العام ، وأظن أن هذا لايعد مساً بالأقداس ، ولا هو استباحة للمحرمات .. فأي فنان أو شخصية عامة تخضع أعمالها ومواقفها العامة للتناول بالإنتقاد أو التحليل أو حتي بالرفض أو حتي النقد اللازع أو الإمتداح الإنطباعي ، والفنان عادل إمام تحديداً قدم كثير من الأعمال التي تتراوح مابين ماهو تجاري وماهو سطحي مع قليل من الأعمال الإبداعية الجادة التي لانملك إلا الوقوف تعظيم سلام أمامها مثل (الحريف) ، (المشبوه) ، (حب في الزنزانة) ، (اللعب مع الكبار) ، (الإرهاب والكباب) وغيرها من أعمال ، وله من المواقف السياسية ماله مما يتفق معه البعض وماعليه ممالايقبله الكثيرون ..
والفنانة نجلاء فتحي وإن هاجمت مواقفه السياسية (التي قد يري الكثيرون أن معها بعض أو كثير من الحق في ذلك) فهي لم تتناول الحياة الخاصة لعادل إمام ولم تمس شخصه بأي سوء ولم تصفه بأي وصف شخصي غير لائق.
، ولهذا اندهش تماماً من طريقة تناول التسريبات وطريقة رد البعض عليها علي نحو يمس شخص الفنانة نجلاء فتحي ويحاول أن يكيل لها المكايدات والشتائم ، واندهش تماماً في أن يسارع محترفي الوقوف أمام المحاكم في الجاد أو الفارغ في القضايا طالما أن ذلك يحقق الشهرة ويذيع الصيت ويضع المحامي تحت أضواء المنصات الإعلامية المتنوعة ، طالما أن السطحية والتفاهة أصبحا سمة من سمات حياتنا الفضائية والثقافية وتناولاتنا العامة كبديل عن الاهتمام بقضايا الحياة العامة التي جففت سبلها بفعل الهيمنات السياسية والإجتماعية المسيطرة عليها ..
بدليل أنه قلما أن يتطوع محام اليوم من أجل الدفاع عن قضية عامة أو قضية رأي أو حتي الدفاع عن مسجوني إبداء الحق والتعبير المدني الديمقراطي بمافي ذلك نقابة المحامين التي كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حصناً لكل أصحاب الرأي وللحريات والحقوق السياسية ..
ثالثاً واخيراً / ففضلاً عن حالة المصادرة علي الرأي التي تتعرض لها نجلاء فتحي من الكثيرين من هواة المصادرة علي كل رأي لايسير في ركب المولاة العامة .. فإنني لااعرف هل كان حديث السيدة نجلاء فتحي قد تم بهدف النشر ، أم أنه كان عبارة فضفضة خاصة في جلسة خاصة تم تسجيلها وتسريبها دونما إذن منها؟
، وبالتالي فقد نصبح (إذا ماتحقق الإفتراض الثاني) أمام مشكلة اخلاقية تتعلق الحديث بانتهاك الحرية الشخصية للسيدة نجلاء فتحي كمواطنة ينطبق عليها المبدأ الدستوري الخاص بكفالة حرمة المكالمات والحياة الشخصية للمواطنين ، وتجريم تسجيلها بدون سند قانوني ، أو إفشاء تسجيل دون إذن من صاحبته أو صاحبه أو اصحابه أياً كانوا وأياً كان من قام بهذا بإفشاء هذا التسريب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.