حنان بديع تكتب | الحب أسطورة من الماضي

0

في عصرنا المادي سريع الإيقاع أصبح الحب وكأنه أسطورة من الماضي، وفي مجتمعاتنا العربية ما زلنا نعتبره مطلب المرفهين، إذ أن أغلب الطبقات الكادحة تتزوج لأسباب أخرى غير الحب، لكن هل الحب ضرورة فعلاً؟ ولماذا ينتهي في بعض الأحيان وأحيانا أخرى يبقى أبدياً بل ويرافقنا إلى آخر العمر؟ ثم ليحتار ويحيرنا معه، فهل هو حقيقي ليبقى أم وهم ليتبخر؟
يرى عالم النفس التطوري ديفيد بوس أنه أذا ما تم تجاهل عاطفة الحب والارتباط لأسباب عقلانية فهناك خطر أن يأتي شخص ما أجمل وأقوى وأفضل فينجذب إليه طرف من أطراف العلاقة والحب في هذه الحالة هو الذي يحمينا من أن يهرب منا شريك الحياة، وأشار هذا العالم إلى أن الحب غير المشروط أكثر من مجرد فكرة رومانسية، لكن دعني أسألكم، ما هي هذه الرومانسية أصلاً؟
الحقيقة التي ربما جربها البعض أن رومانسية الحب قد تختلف في بداية العلاقة عنها في نهايتها أو في مرحلة متقدمة منها، فالرومانسية في البدايات هي ذلك الشغف والإعجاب، الحماس والانبهار، لكنه بعد سنوات طويلة تصبح الرومانسية هي ذلك الارتباط العاطفي الأبدي الذي ينتصر على الهفوات وينحاز الى كل ما هو غير عقلاني حتى نثق بالحب وبوجوده فقط لأنه مستمر لم ولن ينتهي لأسباب قد نجهلها أحياناً، ذلك أنه في نهاية المطاف يعطي معنى حقيقي للحياة عندما نكتشف أن الحب كان حقيقياً وأبدياً رافقنا وسيرافقنا طالما نحن أحياء نرزق.
يقول الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل: “الحب الحقيقي كلما مر عليه الزمن، كلما زاد عمقاً في نفوسنا”
وأنا أقول أن الحب يصبح حقيقياً كلما امتلىء أرشيف ذكرياته بالكثير الكثير ليصبح حياة مفعمة بالحقيقة!
لكن أصدق حب عندما تحب إنساناً ولا تعرف لماذا أحببته، فنحن نحب لأننا نحب ولا يوجد سبب للحب! نعم، وعندما تبحث عن عذر لمن لا عذر له، تأكد بأنك على قمة الحب.
الحب المبهم والغير مشروط يبقى محل شكنا ولا ندرك عمقه إلا عند الفراق، فهو كالزمن، لا ينقسم ولا يقاس، لكنه يعرف بالتجربة وطول العمر، يبقى متوهجاً رغم كل شىء ،، بغض النظر عن الطريقة فقد تكون هذه هي الرومانسية، ليس الحب أسطورة من الماضي لكننا من جعله كذلك عندما تخلينا عن احترامه وتبجيله ليس إلا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.