خالد بدوي يكتب| فلسفة حكم مصر (1-2)

0

الحُكم هو التعامُل مع كافة القضايا بسياسة متجددة؛ تتصالح مع اختلاف المصالح وتتقبل فكرة النقد؛ التي من الممكن أن تقود الحاكم لطريقة رائعة في مُسايسة الناس، بل إن هذه الطريقة تمكنه من خلق طرائق قيمية وسلوكية عادلة تحوّل كافة الأفكار الناقدة وكَم التحديات المهولة إلى نجاحات رائدة ومسارات نمو سديدة.
وأتصور أن الاعتماد على النموذج الأحادي في كافة منصات الاصلاح هو الأمر الصعب؛ والسماح بتعدد القنوات وتقنين التنافس بينها وخلق الديناميكية الصحيحة هو إكسير النجاح؛ بل إن امكانية تحويل التحدي إلى نجاح يعتمد في الأساس على شرعنة التعددية بدء من الاقتصاد والمال؛ إلى الادارة والسياسة والمجتمع.
مفهوم الدولة
إن مفهوم الدولة التي أشار إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية هو ذلك المفهوم الشامل المتكامل القادر على الصمود أمام كافة التحديات؛ وهو ذلك النموذج المرن في الادارة وتبصير الناس بمدركات الدولة ومكوناتها؛ وهو ذلك الإطار الحاكم للمعادلة ما بين الدولة والمجتمع؛ وما بين المواطن والحكومة؛ هي دولة المؤسسات الجامعة التي تستطيع رغماً عن أي ظرف وفي ظل أي عوائق مانعة.
ان أول مبادئ الدولة هو “مبدأ إعلاء منطق ومفهوم الدولة الوطنية لتحقيق مصالح الشعوب، والانتصار دائما لدولة المؤسسات على حساب كل فكر آخر يهدف لبث الفرقة والانقسام والفتنة بين أهل البلد الواحد”.
ولعل الدولة المصرية التي خاضت معاركها بغمار التحدي في ظل إقليم مشتعل؛ أُضرمت فيه النيران تباعاً للوصول لعُمق الدولة المصرية حتى كادت أن تذهب في مهب الريح إبان تحركات 2011م حتى عاد تقويم الأمر في يونيو 2013م ليُعيد الدولة المصرية على الطريق مرة أخرى؛ ولم يكن مُقدراً لها أن تعود من مرقدها حتى حين.
والثابت في مفهوم الدولة الوطنية الثابتة القادرة هو المواطن الصالح والمجتمع الصالح؛ وقدرة الدولة على التماسك هو معيار النجاح وترمومتر القدرة؛ ارتكاز المؤسسات والحفاظ على المقدرات وتوطين مشاعر الحب والانتماء والتمسك بالقيم وتدعيم صفوف المجتمعات هو العامل المشترك في كل دولة راكزة وثابتة حتى وان تواترت عليها الأزمات.

د. خالد بدوي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.