خالد محمد جوشن يكتب | الجمال وحده لايكفى

0

انا من عشاق الجمال وخصوصا الجمال الأنثوى ، كنت فى لقاء ضمنا ومجموعة واسعة من المعارف والاقرباء ، كانت فيهم امرأة تجاوزت الخمسين بكثير ولكنها من ذوات الجمال الطاغى ، ابتسامتها لا تفارقها ، يشرق المكان بحديثها ، اذا تعلق ناظريك بها لدرجة إنك تتخلى عنها بأعجوبة ، حتى لا تلفت الانتباه اليك .
هذه المراة الجميلة طلقها زوجها غير اسف عليها بعد سبعة عشرة عاما من الزواج ، يصفها بانها كانت رحلة زواج غلفها البؤس والشقاء .
تعود معرفتى بهذه الجميلة عندما كنا طلبة بالجامعة وكانت تصغرنا بأربع سنوات وكنا نتسابق للحديث معها ، عارضين عليها خدماتنا من كشاكيل ومراجع باعتبارها طالبة جامعية جديدة. إلى ان تخرجنا وفرقتنا الايام وعرفت انها تزوجت بمهندس زميلنا ورزقت منه باطفال ، ولكنها حياة كانت تتناوشها المشاكل ، الى ان فوجئت بصديقى هذا يوكلنى فى قضايا رفعتها عليه زوجته الجميلة ، دعوى نفقة ودعوى طلاق وغير ذلك .
كان الأمر صاعقا بالنسبة لى ، انا أعلم بوجود مشاكل من بعيد ولكننى لم اك اتوقع ان تسوء الامور بينهم الى هذه الدرجة .وزواجهما كان عن حب ، وهو من فاز بها بيننا. حاولت فى البداية ان اجد مخرجا لهذه المشاكل وخصوصا اننى رغم اننى محامى الا ان لى علاقة طيبة بالطرفين ، ولكنى فشلت فلم اجد مفرا من متابعة القضايا .
فى أحد الأيام فوجئت بصديقى هذا ، يقول لى ، مش تقولى مبروك؟ على ايه خير؟ (أنا مستفسرا) قال انا اتجوزت ، كانت مفاجئة لى ، ولكنى قلت له الف مبروك مسالتنيش مين العروسة ؟ يتحدث صديقى قلت له صحيح مين العروسة؟ قال سهام.. سهام مين ؟ قلت له متحيرا قال لى …السكرتيرة بتاعتى مش عارفها .
كانت صاعقة بالنسبة لى ، فانا اعرف سهام …… بحكم ترددى على مكتب صديقى المهندس هذا .. سهام هذه فتاة تخلو من الجمال تماما ، ولها عين زجاجية ، وزوجته الجميلة هى من وافقت عليها لتعمل سكرتيرة عند زوجها باعتبار انها تغير عليه ( بفتح التاء ) . ولا يمكن ان ينظر ايها .
سالت صديقى كيف روعت لك نفسك ان تستبدل زوجتك الجميلة بهذه الفتاة! حدثنى الرجل عن امور غاية فى الدقة بينهما ، وأن ( زوجته ) كانت تتيه دوما عليه بجمالها ، وان العلاقة الخاصة بينهما كانت صعبة للغاية وتكاد تكون من قبله بالمحايلة وعلى فترات بعيدة للغاية .
استفسرت منه ربما يكون سبب بغضها للجنس بينهما سببا طبيا ، الا انه قال بمحاولته فهم الامر منها طوال سنوات ، او حتى اقناعها بالذهاب الى طبيب او طبيبة عل رفضها للجنس عضويا ، الا انها رفضت ذلك ، وحجتها الوحيدة انها لا تحب الجنس. وانها
حولت حياته الى جحيم برفضها المتواصل له ولطلباته . ومضى ينشد أشعار فى سهام زوجته الجديدة التى تخلع له ملابسه وحذائه وتدعك له قدمية عند عودته من العمل بعد وضعهما فى ماء دافى وملح وتتمنى له الرضى ليرضى . ولاتنام فى اى ليلة الا متعطرة ، وبعد ان تسأله ان كان يرغب فى ممارسة الجنس معاها ام لا . اننى ياصديقى الان ملك متوج ، ( هو يقول مسترسلا ) اول مرة اشعر فيها اننى رجل ولى زوجة تحبنى وترعانى وترغبنى ، لقد توارى الجمال وخبا .
سرحت بعيدا عن صديقى وهو يتحدث ويقول شعرا فى زوجته الجديدة ، التى لايمكن الا ان تتفادى النظر اليها اذا صادفتك عيناها ، ونسى الفاتنة زوجته ذات الوجه الجميل الذى لم تغييره السنون. هل لا يكفى الرجل رؤية زوجته الجميلة رائحة غادية فى مسكنه دون ان تمكنه من ممارسة الجنس معها .
لا اعتقد ابدا ان الرجل منا قادرا على ذلك ، انها الطبيعة البشرية الذكورية التى تمكن الرجل من ممارسة الجنس دون ادنى شعور بالحب تجاه شريكته ، وحتى تجاه صديقته أو عشيقته ، فقط لافراغ طاقته الجنسية ، وهو أمر أعتقد يستحيل على المرأة فعله دون وجود مشاعر دافئة لديها تجاها من تريد أو يريد مشاركتها الجنس… الجمال ليس تذكرة مضمونة للسعادة الزوجية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.