خيرت ضرغام يكتب | نصر أكتوبر .. يبقى الأثر
مرت سنوات وأحداث وصراعات عبر العصور، إلا أن ذكرى نصر أكتوبر عام 1973 باقية فى قلوب الوطن العربى، فهو يوم الكرامة والعزة واسترداد الأرض، ورفع الهامة المصرية أمام العالم أجمع، وإثبات كفاءة وبسالة الجندى المصرى وقوة الإرادة والعزيمة رغم قلة وضعف الإمكانات، إلا أن إرادة الله وتوفيقه ورفع راية الإسلام ونصر مصرنا الغالية واسترداد الهامة المصرية، لأن أرض مصر، أرض كنانة، وذكرت فى جميع الأديان السماوية، وذكرت فى القرآن الكريم “ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.
وعلى مر العصور والأنبياء، وبدء الخليقة شهدت أرض مصر غزوات وحروب وانتصارات واحتلال من قبل غزاة وعدوان ومعارك، إلا أن أرض الفيروز، وسيناء أرض الكنانة، التى دعا إليها الأنبياء، فهى مطمع للغزاة على مر العصور، ولكن أهل مصر الأوفياء، الأبطال لم يكلوا أو يستسلموا لأى غازٍ أو عدو أو طامع فى خير مصر، لأن ينال سوى الهزيمة .
شهدت أرض سيناء، معارك كثيرة، وكل حبة رمل بها دماء الشهداء والأبطال، ليكون النصر الذى قاده رئيس وقائد عسكرى، وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يتمتع بالدهاء والفكر والسياسة العالية والدبلوماسية العسكرية فى المواقف والتخطيط العسكرى، الذى قاد تخطيط وإيديولوجية عالمية فى تكتيك عسكرى واستراتيجية قبل وأثناء وبعد الحرب، حيث كان قبل الحرب، يلعب مع العدو الدهاء لاستراتيجى فى الخداع، وتعمد تسريب أخبار ليست صحيحة، بأن مصر دولة منهكة اقتصاديا وصحيا، وليست لديها القدرة على المواجهة والدخول فى حرب، وظلت هذه المراوغة لأكثر من أعوام، وكانت بشكل متعمد، لتوصيل معلومات مغلوطة عن استعداد مصر للدخول فى حرب، وأيضا الاستعداد للحرب، كانت خطة تدمير خط بارليف الحصن المنيع، الذى كانت إسرائيل، تُرهب العالم أجمع بقوته، حيث أوصفت الخط وكثرة الأقاويل بأنه مانع حصين، لا يُمكن اختراقه من قبل المصريين، وأيضًا فوهات اللهب، التى تم التعامل معها بكل خبرة، وبأقل الإمكانات لسد فوهات اللهب، كما كان الحال أيضا فى التعامل مع خط بارليف، لتكون أسمى آيات الفخر والاعتزاز لقواتنا المصرية فى التخطيط والبسالة والخبرة والإيمان بالله فى النصر، لتكون أرض سيناء العزيزة ملكا للمصريين، حيث أنهم قد دفعوا ثمن هذه الحرب بدماء أبنائها، لاستعادة الأرض والعرض، وليكون الذكاء والدهاء من قائد محنك فى الفكر العسكرى، وأيضا السياسيى، حيث واجه العالم أجمع فى اجتماع السلام، وإعادة أرض الفيروز إلى أحضان الوطن.
حقا إنه القائد العظيم الرئيس محمد أنور السادات، رجل الحرب والسلام، لتكون نهاية رحلة الصمود والدفاع عن أرض الوطن، لكى يكون جيش مصر الحصن والدرع للحفاظ على الأمن القومى المصرى، ومقدرات الدولة والحفاظ على أمنها وسلامتها، ليستمر العطاء على مر العصور، ويتوالى الزمان من قيادات ورجال ضحوا ويضحون من أجل مصر ليبقى الأثر، لتكون انتصارات أكتوبر درسًا لكل من تسول له نفسه للمساس بأمن ومقدرات الوطن، ليبقي الأثر، لتدرس استراتيجيات حرب أكتوبر فى الكيان والمعاهد العسكرية على مستوى العالم، لتستمر مسيرة العطاء نحو الجمهورية الجديدة.