تزامنًا مع حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ما زالت التقارير توضح أن أكثر من امرأة من كل ثلاث نساء بتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي خلال حياتهن، وواحدة من كل خمس نساء، تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عامًا، تزوجت قبل أن تبلغ 18 عامًا. كما أن أقل من 40% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف يطلبن مساعدة من أي نوع، نظرًا لعدم معرفتهن بالخدمة أو لعدم ثقتهن فيها.
يظل العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا، خاصة مع زيادة الأزمات المتداخلة، مثل تغير المناخ، والصراع العالمي، والاضطرابات الاقتصادية. وعلى الرغم من وجود ردة فعل عكسية في جميع أنحاء العالم ضد حقوق المرأة، وظهور هجمات تستهدف المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات في هذا المجال، فإننا هنا في مصر، نسعى لتحقيق مزيد من المكتسبات، التي تقلل من الأخطار، التي تتعرض لها النساء، مع محاربة بعض القوانين الرجعية، التي تزيد من إفلات مرتكبي أعمال العنف من العقاب.
على الرغم من هذه الاتجاهات المحبطة، هناك دلائل على إمكانية منع العنف ضد النساء والفتيات أكثر من أي وقت مضى. فقد استعرض التقرير الأخير لمجلس الوزراء الرؤية الدولية الإيجابية لملف تمكين المرأة في مصر. وأشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2023 إلى تحسن تمثيل المرأة في مجالس الإدارة والمناصب القيادية العليا في الشركات المدرجة في البورصة المصرية، والقطاع المصرفي، وقطاع الأعمال العام، والمؤسسات المالية غير المصرفية. كما يُؤمل أن تصل نسبة النساء إلى 30% في مجالس الإدارة بحلول عام 2026.
مع تحسن وضع مصر في المؤشرات الدولية التي تعكس وضع المرأة، ومع تقدم مصر 22 مركزًا في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين، وصعودها من المركز 109 عام 2021 إلى المركز 131 عام 2014، يشير هذا التحسن إلى تقدم مستويات المساواة. كما شهدت نقاط مصر في مؤشر المساواة بين الجنسين تحسنًا، إلا أننا ما زلنا نستهدف إصدار القوانين، التي تضمن حياة آمنة وأفضل للنساء، مثل القانون الموحد لمناهضة العنف ضد المرأة، وقانون الأحوال الشخصية.
إلى جانب ذلك، نحن بحاجة إلى إرادة حقيقية، لتغيير المنظومة التنفيذية، التي تُعد “الثوب الحقيقي”، الذي يستقبل كل إنجاز محقق. هذه المنظومة، هي التي تدعم مكتسبات النساء، وتحقق نموًا ملحوظًا في حقوقهن، وهي التي لن تظهر ثمارها إلا بوصول المكتسبات إلى مستحقيها، وتنفيذها على أرض الواقع.
في هذه الأيام الستة عشر، ندعو الجميع إلى المشاركة في: زيادة وعي النساء بحقوقهن، وتوصيل أصوات الناجيات والناشطات، ودعم المنظمات النسائية، وتعزيز الحركات النسوية، وفتح المجال لها للعمل على أرض الواقع، والمساهمة في تمكين الناجيات والعمل على استقلالهن المادي، لأن هذا هو الطريق الأول للحد من العنف ضد النساء والفتيات ومنعه.