دينا المقدم تكتب | سيناريوهات ما بعد الحرب
العالم اليوم فى أزمة كبيرة، بأحداث وتطورات الصراع بين الجارتين، ولكن القليل من ينظر إلى ما بعد هذا الصراع الذى بدأ صورته تتشكل يوميا بشكل اوضح، فعلي نهج الحربين العالميتين الأولي والثانيه تتكتل الاحلاف بين القطبين الغربي والشرقي.
اما الدول الاسيويه والافريقيه
فكيف سيكون شكل العالم بعد نهاية الحرب الكبري
وما مصير القوى الغربية والشرقية العظمى
هل سيسود نظام العم سام ام ستحدد هيمنته التى افسدت العالم
ام ستختفي الإمبراطورية الثانيه
ماذا ان فازت او خسرت روسيا والصين وما هو مصير أوروبا والعرب
هل ستنجو الحضارة من هذه الحرب اما اننا امام ابواب العصور الوسطى مره ثانية
اكثر من الف سؤال يطلق بمجرد التفكير
فنحن نعيش بأيام تداخلت فيها الأمور ولابد ان العالم سيتشكل ملامحه من جديد
ولفهم ايه حالة لابد من صياغة سؤال يشمل كل سؤال ضمن إطار عام ونقول
ما مصير العالم بعد نهاية الصراع الشرقي الغربي وماذا سيكون؟
يحاول الإعلام الغربى ترسيخ ان الصراع دائر بين روسيا واوكرانيا لان كل من الحلف الشرقي والغربي
لم يتدخل بشكل عسكري مباشر
وهو غلاف صحيح لإخفاء جوهره
فالحلف الغربي يقوم بإمداد اوكرانيا بأحدث الأسلحة الحربيه
لخوض حرب بالوكالة اذن هى حرب عالمية من الباطن
فى الجهة المقابلة يقوم الحلف الشرقي بالدعم الاقتصادي والسياسي لروسيا
هذا وذاك يؤكدان ان الحرب في اوكرانيا هي حرب عالمية في الجوهر وتؤثر نتائجها في تشكيل العالم من بعدها
ومن هنا نقف أمام ثلاث سيناريوهات لا رابع لها
اما انتصار الحلف الغربي بقيادة أمريكا
او فوز الحلف الشرقي بقيادة روسيا والصين
وأما انتهاء الصراع بالاتفاق بالدبلوماسية
لنبدأ بالسيناريو الاخير ونفترض بأن هذه الحرب ستنتهي باتفاق روسيا اوكرانيا
بعد ما لبت القوى الغربية المطالب الروسية الاساسيه وهي حياد اوكرانيا وعدم تسلحها بما يهدد الأمن القومي الروسي
وهو ما يعتبر كانتصار معنوي لروسيا لانسحابها من الحرب بحفظ ماء الوجه
وتجنب حرب نووية تفني ثلث العالم
ان هذا السيناريو قد يكون مقبولآ
لبلاد العم سام
ولكن بشرط تفكيك روسيا واضعفها مع الصين
فامريكا كانت وراء مساعي ضم اوكرانيا للناتو
وكانت وراء ما حدث في أوكرانيا عام ٢٠١٤ بانقلاب علي حكومه كيف المواليه لروسيا وتشكيل نظام معادى لها مما ادي الي انقسام أوكرانيا
فبلاد العم سام هي من اوصلت الوضع الجديد في اوكرانيا الي تهديد خطيرا للامن القومي الروسي
وهو ما تسبب فى إجبار بوتين علي شن الحرب في ٢٤ من فبراير لعام ٢٠٢٢ من أجل جر روسيا نحو مستنقع واستنزاف عسكريا
السيناريو الثاني حلف الشرق
نهاية هيمنة العم سام
اولا التفرغ للصين وتطبيق أشد العقوبات وعزلها اقتصاديا ودوليآ وعليه فإن هذا السيناريو تريده أمريكا بشدة
وعن طريق استنزاف القوى الشرقية عن طريق حرب الوكالة
الحرب التى لعبتها بلاد العم سام في الحربين الأولي والثانية
لتكون المنتصر القوى والمستفيد الوحيد لهذا عندما تنتهي الحرب وفقا لهذا السيناريو ستواصل أمريكا حربها الاقتصاديه والسياسية والاعلاميه ضد روسيا والصين
الأمر الذي سيدفع زعماء الحلف الشرقي لإيجاد عالم اقتصادي خارج عالم الدولار والسوفيت
وخارج عالم العقوبات وقد أخذا هذا العالم الاقتصادي والسياسي يتشكل أثناء الحرب في اوكرانيا
وذالك بتقويه منظمات ظهرت في العقد الاول من الالفية الثانيه
مثل البريكس وهو تكتل اقتصادي عالمي يضم كل من روسيا والصين والهند والبرازيل تسعي الصين وروسيا من خلاله لإنشاء نظام مستقلآ خارج قوة الدولار الأمريكي يضم اكثر من ٤٥ بالمئه من سكان العالم
إن ما ينظر في السياسة الامريكيه التي توجه الحرب في اوكرانيا يرى بوضوح انها تريدها حربا طويله الامد حتى تهزم روسيا فيها وذلك بغض النظر عما يمكن ان يدفعه الشعبان المتحاربان فهي ستواصل العقوبات والمحاصرة السياسية حتى بعد ان تضع الحرب اوزارها ويبدو ان الحرب لن تتوقف الا ضد رغبتها ومن هنا يولد السيناريو الثالث الذي يفترض انتصار روسيا والحلف الشرقي على الحلف الغربي بقيادة امريكا
هذا السيناريو يعني بوضوح ان مرحله العالم في القطب الاوحد قد انتهت وبدأ عالم متعدد الاقطاب
وهو سيناريو سياخذ بعدا خطير او عميقا جدا لانه سيتحول الى اشد الحروب النوويه على الاطلاق فانتصار روسيا هو انتصار للحلف الشرقي وعلى راسه الصين التي قد تمتد نحو الدول المجاوره لتشكل مع روسيا وباقي دول الحلف قوى عظمى تحل مكان امريكا وهو ما يؤكد نهاية امبراطوريه العم سام التي فرضت هيمنتها على العالم منذ نهايه الحرب العالميه الثانية
سيتحول ولاء الدول النفطيه في الشرق من امريكا الى روسيا والصين إذ يعرف عن حكومات الصين وروسيا انهم الاكثر وحشيه واجرامآ على الارض ولن يكون للدول النفطيه في الشرق الاوسط مع باقي الحكومات من خيارات عداء اما الخضوع او الحرب تماما مثلما يحدث الان مع الحلف الغربي لذلك نجد ان دول الخليج بدات تتاخذ موقف الحياد من هذه الحرب وتتجنب الصدام مع القوى الشرقيه في قيادة الصين وروسيا استعدادا لنتائج الحرب الاخيره لترى نفسها مع من تكون
فى هذا السيناريو سيتم إسقاط الحكومات العربيه من قبل امريكا عن طريق دعم المعارضين لحشد الشعوب الاسلاميه في مواجهه الصين وروسيا واسقاط تلك الحكومات ليس حبا في الاسلام والعرب وانما من اجل زعزعة التشكيل العالمى الجديد واعادة مشاهد الربيع العربى بشكل اكثر شراسة وقد بدأت بالفعل….وللمقال باقية