د.أحمد السمنتي يكتب | مع الأمن القومي.. كلنا جنود

0

في عالم السياسة، هناك لحظات فاصلة، تحدد مصير الأمم، ومصر اليوم، تواجه واحدة من تلك اللحظات، التي لا تحتمل التردد أو الحياد. التصريحات الاستفزازية، التي خرجت من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي محاولات مكشوفة لفرض الضغوط على الدولة المصرية، واختبار إرادتها السياسية. لكن مصر ليست دولة تُبتز، ولا قيادة تُخضعها التصريحات الجوفاء، ولا شعبها، يسمح لأي قوة أن تمس سيادته. اليوم، كل مصري جندي في معركة الدفاع عن الوطن، ليس بالسلاح فقط، بل بالوعي، والإرادة، والالتفاف حول الدولة والقيادة السياسية. المعركة ليست فقط معركة دبلوماسية أو عسكرية، بل معركة كرامة وسيادة، معركة إثبات أن المصريين لا يُملى عليهم قرار، ولا يُفرض عليهم مسار. كلما اشتد الضغط الخارجي، زاد المصريون صلابةً، وكلما حاولت القوى الكبرى، استخدام أساليب الترهيب السياسي، أثبتت مصر، أنها رقم صعب في معادلات الشرق الأوسط والعالم. لم تكن المواقف الأمريكية الأخيرة مفاجئة، ولم يكن التصعيد الإسرائيلي جديدًا، فالتاريخ يشهد أن مصر كانت دائمًا مستهدفة بمخططات الهيمنة، لكن التاريخ ذاته، يثبت أن كل من راهن على كسر مصر، سقط أولًا. اليوم، الشباب المصري، هو خط الدفاع الأول، لأنه الأكثر وعيًا، والأكثر إدراكًا، أن ما يحدث ليس مجرد تصعيد سياسي، بل محاولة لضرب تماسك الدولة، واستغلال اللحظة لإخضاع القرار المصري المستقل. لكن هيهات، فالمصريون لا يخضعون إلا لوطنهم، ولا يعترفون إلا بسيادتهم، ولا يثقون إلا في قيادتهم الوطنية. عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، لا مجال للمناورة، ولا وقت للمجاملات الدبلوماسية، ولا مكان للمترددين. مصر تتحدث بلغة القوة، ومن لا يفهمها، فلينظر إلى التاريخ القريب، ليدرك أن كل من حاول تجاوز الخطوط الحمراء للدولة المصرية، دفع الثمن غاليًا. اليوم، المعادلة واضحة: السيادة المصرية ليست ورقة مساومة، والقرار المصري ليس مطروحًا للنقاش، وأمننا القومي، لا يقبل التدخل أو التلاعب. من يريد أن يختبر صبر مصر، فليعلم أن صبرها ليس ضعفًا، بل هو حسابات دقيقة، وعندما يحين وقت الرد، سيكون قاسيًا، كما كان دائمًا. في مواجهة الضغوط، لا يحتاج المصريون لمن يذكّرهم بتاريخهم، فهم أبناء الحضارة، التي هزمت الغزاة، وأسقطت الامبراطوريات، وفرضت إرادتها على كل من ظن أنه قادر على تجاوزها. هذه الأرض ليست للبيع، وهذه الدولة ليست للضغط، وهذا الشعب ليس سهل الانقياد. اليوم، الشباب المصري، يرسل رسالة واضحة للعالم: مصر لا تُهدد، مصر لا تُخضع، مصر لا تتراجع، وإذا كنتم تبحثون عن اختبارات جديدة لقوة الدولة المصرية، فتذكروا أن كل مصري، هو جندي في معركة السيادة، وأن هذه الأرض، لن يدوسها إلا من يحمل راية عزتها. عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، فإن كل مصري هو درع وسيف، كل شاب هو خط دفاع، كل مواطن، هو مقاتل في معركة الحفاظ على الكرامة الوطنية. من يتحدث عن مصر بلهجة الوعيد، عليه أن يراجع التاريخ، لأن النهاية دائمًا واحدة: مصر تنتصر، وأعداؤها يتراجعون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.