د. أحمد حفظي يكتب | القمة العربية الطارئة

0

عندما تدعو مصر إلى قمة عربية طارئة، فهذا يعني أن القضية المطروحة، تمس الأمن القومي العربي في صميمه. واليوم، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تجلت معاني المسئولية الحقيقية تجاه الشعب الفلسطيني، بينما خذل البعض القضية بغيابهم غير المبرر.

السيسي.. زعيم يحمل هم الأمة
منذ اللحظة الأولى، لم تكن مصر مجرد دولة مضيفة للقمة، بل كانت العمود الفقري لها. الرئيس السيسي ألقى خطابًا تاريخيًا، حمل فيه هموم الفلسطينيين بوضوح، وأعلن أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولن تشارك في أي شكل من أشكال الظلم الواقع عليهم. هذه ليست مجرد كلمات، بل هي موقف حازم ينبع من تاريخ مصر الطويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وهنا لا بد أن نقف تقديرًا وإجلالًا لدور السيسي البطولي، فبينما كان البعض يكتفي بالمراقبة عن بعد، نزل الرجل إلى ساحة المعركة الدبلوماسية بكل قوة. قراره بأن مصر لن تكون جزءًا من أي مخطط، يهدف إلى تفريغ غزة من أهلها، هو إعلان واضح للعالم، بأن مصر، لا تساوم على مبادئها ولا تتاجر بالقضية الفلسطينية، كما يفعل البعض.

الأمر لم يتوقف عند الخطاب العاطفي، بل قدم السيسي خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، وهو ما يثبت أن مصر لا تكتفي بالشعارات، بل تعمل على الأرض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. هذه الخطة، ليست مجرد مبادرة بروتوكولية، بل هي التزام عملي واضح، لإعادة الحياة إلى غزة، ودعم صمود الفلسطينيين على أرضهم، في وقت تخلى فيه كثيرون عنهم.

الرئيس السيسي، لم يكتفِ بالحديث عن الحقوق، بل وضعها في إطار التنفيذ الفعلي، وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر بقيادة مصرية واعية ومدركة لخطورة المرحلة. إنه قائد يعرف متى يتحدث، ومتى يتخذ القرار الصائب دون حسابات ضيقة، واضعًا المصلحة العربية فوق كل اعتبار.
لكن بينما كان السيسي يقاتل سياسيًا ودبلوماسيًا، لإنقاذ الموقف، فاجأنا غياب بعض القادة العرب عن القمة. هل هناك ما هو أهم من هذه اللحظة المصيرية؟ هل المصالح الضيقة والمواقف المترددة باتت أهم من نصرة أشقائنا في فلسطين؟
غياب الجزائر وتونس عن القمة، طرح تساؤلات حقيقية حول التزام بعض الدول العربية بالقضية الفلسطينية. لم نكن ننتظر منها المستحيل، لكن الحضور والمشاركة الفعالة كانا أقل ما يمكن تقديمه في هذه المرحلة الحرجة. فالقضية الفلسطينية، ليست شأنًا مصريًا فقط، بل هي قضية كل عربي حر، يؤمن بعدالة هذه القضية وضرورة التصدي للمخططات التي تحاك ضدها.
القمة أثبتت مجددًا أن مصر لا تزال رمانة الميزان في القضايا العربية. في زمن كثرت فيه الانقسامات والتخاذل، تقف مصر كحائط صد أخير في مواجهة التحديات. لكن السؤال الأهم الآن: هل ستتحرك باقي الدول العربية لدعم القرارات، التي خرجت بها القمة، أم سيبقى الوضع على ما هو عليه؟
إنها لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية، والسيسي كان على قدر المسئولية، أثبت أنه زعيم المرحلة، وقائد يعرف كيف يدافع عن حقوق العرب، لا بالكلمات فقط، بل بالأفعال والمواقف الحاسمة.
التاريخ يسجل، والأمة لن تنسى من وقف مع فلسطين.. ومن تخاذل عنها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.