د.أحمد حفظي يكتب | حين تتكلم مصر بلا كلمات

0

مصر مش بتتفرج.. مصر تقود، في لحظةٍ تخطت حدود البروتوكول، وخرجت عن النصوص الدبلوماسية الباردة، قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الفرنسي في جولة استثنائية داخل شوارع مصر الحقيقية، لا تلك التي تراها العدسات من خلف الزجاج، بل تلك التي تُحس وتُعاش وسط الناس، في عبق الحسين، ودفء الجمالية، وتاريخ خان الخليلي.

في توقيت دقيق، وبينما تتشابك خيوط السياسة العالمية، قرر السيسي أن يُحدث ضجة، دون أن ينطق بكلمة.
جعل رئيس دولة عظمى يمشي على أرض مصر مطمئنًا، يأكل من مطبخها الأصيل، ويصافح أهلها، ويجلس في مطعم يحمل اسم نوبل المصري، نجيب محفوظ، هذه ليست مجرد جولة، بل رسالة استراتيجية بصياغة مصرية خالصة.

هكذا بدت الرسالة واضحة، قوية، ناعمة في مظهرها، لكنها شديدة العمق في مضمونها.
رئيس الدولة المصرية، لم يُرِ العالم وجه مصر الرسمي فقط، بل قدّم له “مصر كما لم يعرفها أحد”.
فمصر الشعب، والأمان، والحضارة التي لا تخاف، بل تحتضن وتُبهر، وسط حواري التاريخ، وأصالة الناس، وموسيقى العود، كانت مصر تقول بصمت:
“نحن بخير، ونحن من يصنع المشهد لا من ينتظر مشيئته”، إنها لحظة فارقة في فن توظيف القوى الناعمة، لحظة تُدرَّس في السياسة والدبلوماسية، وتُروى في ذاكرة العلاقات الدولية.
أن ما فعله الرئيس السيسي، ليس مجرد لفتة إنسانية، أو استعراض ثقافي، بل هو ذكاء سياسي، واستخدام عبقري للأدوات غير التقليدية في توصيل الرسائل الكبرى.
أن تُظهر لرئيس فرنسا- وفي هذا التوقيت تحديدًا- أنك مطمئن على أرضك، وفي ظهر شعبك، وأنك لا تكتفي بالحديث عن الأمن، بل تعيشه وسط الناس، فهذه قمة الثقة، ورسالة لا يُمكن تزويرها أو مجاراتها إعلاميًا.
هنا، السياسة لم تُكتب في ورق، بل صيغت في مشهد حي، بين وجوه الناس، وفي شوارع التاريخ.
فهذه الخطوة جسّدت قوى مصر الناعمة في أبهى صورها، وجعلت من لحظة عشاء، حدثًا سياسيًا بامتياز، سيظل يُذكر طويلًا في دفاتر العلاقات الدولية.
#ادخلوا_مصر_آمنين
#مصر_أمان
#مصر_بتقود

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.