د. أميرة الطاهر تكتب| حوار للأجيال القادمة

0

لا شك في أن القدرة على جمع أطراف مختلفة في الأفكار والإيدلوجيا والآراء حول مائدة واحدة يستمعون وينصتون لبعضهم البعض ويجمعهم هدف واحد هو الوصول لحلول للمشكلات التي تواجه الوطن بما يسهم في رفعته وتقدمه عملية ليست بسهلة.
الدعوة عامة للجميع فلأول مرة تشهد مصر حوارا شاملا يضم مختلف التوجهات السياسية والفكرية ويتناول كافة قضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية. صحيح أن في فترات سابقة كانت هناك محاولات للحوار لكنها كانت منقوصة فكانت إما صورية يسيطر عليها فصيل بعينه أو توظف لأغراض انتخابية، أو كانت جزئية ركزت على قضية واحدة، أو أصبحت توصياتها حبيسة الأدراج.
الأهم أن يستمر الحوار بين شركاء الوطن وأجياله المختلفة فيكون أسلوب حياة يخلق حالة من الانسجام والتعايش بين أطراف المجتمع، حتى لو كانت متعارضة. ولكي يتحقق ذلك فلا بد من أن تتربي الأجيال القادمة على قيمة الحوار والنقاش والإنصات واحترام الرأي الآخر.
وجود نموذج لمحاكاة الحوار الوطني أو على الأقل مائدة للنقاش في مختلف المؤسسات التعليمية والاجتماعية تجمع مختلف وجهات النظر حول قضية أو فكرة تساهم في خلق مواطن إيجابي قادر على الانصات والنقاش والمشاركة والتعامل بدراية مع أي مشكلة تواجهه، كما تخلق جيل قادر على فهم وتحمل الصعاب التي يتعرض لها الوطن فيكون حائط صد منيع ضد أي محاولات للنيل منه.
مائدة الحوار يجب أن تحل محل الموبايل والألعاب الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعزل الفرد عن أسرته ومجتمعه مما يسهل تزيف وعيه ويتحول لمصدر خطر على اسرته ومجتمعه ووطنه.
إذا كانت الأنشطة المدرسية إحدى القضايا المطروحة على أجندة الحوار الوطني في محوره الاجتماعي فمن المهم أن تتضمن هذه الأنشطة حلقات نقاشية تعقد بصورة منتظمة تضم الطلاب والخبراء والمتخصصون حول قضايا الوطن، وضرورة التعامل بجدية مع مخرجاتها لكي تستمر وتشجع الآخرين على المشاركة فيها فتصبح حالة تسود المجتمع كله.
الحوار هو أحد أدوات تنمية الوعي ومحاربة التطرف وغرس قيم الوطنية والانتماء للوطن وقبول الاختلاف لذا يجب أن يكون ثقافة سائدة في المجتمع تتوارثها الأجيال المتعاقبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.