د. أميرة الطاهر تكتب | مهارة إدارة الحوار

0

جري العرف في مصر أن من يقوم بإدارة الحوار إما الأكبر سنا، أو منصبا، أو الأكثر خبرة، أو تخصصا. لذا في كثير من الأحيان تنتهي جلساته إما بتصادم أطرافها نتيجة لعدم رضاهم عن طريق إدارة الجلسة أو تحيد عن موضوعها فلا يتحقق الهدف من انعقادها.

إدارة الحوار ما هو إلا مهمة تنظيمية تتمثل في ضبط الإطار الموضوعي والزمني له وضمان تكافؤ الفرص أمام جميع الأطراف للمشاركة وتبادل الآراء للوصول الى مساحة مشتركة بينهم. لذا فهي مهارة اجتماعية بالأساس لا تعتمد على السن، أو المنصب، أو التخصص، أو الخبرة، وإنما تعتمد على توافر مجموعة من الصفات فمن يديرها، أبرزها:

١- الموضوعية والحياد: وهي شرط أساسي فمن يدير الحوار، فعادة ما يضم الحوار وجهات نظر مختلفة قد تصل في بعض الأحيان إلى التعارض والصدام، كما قد تختلف مكانه أو نفوذ أطرافه، وحتى يسير على النهج الصحيح لا يحق لمن يديره أن ينحاز لطرف، أو لوجهة نظر أو يتأثر بأي تصورات مسبقة أو اعتقادات عامة سواء حول موضوع الحوار أو أطرافه.

٢- المعرفة والدراية بموضوع الحوار: ولا يقصد بذلك التخصص الدقيق وإنما يكفي القراءة المتأنية في الأبعاد المختلفة للموضوع محل النقاش بما يضمن تناول الحوار لكافة أبعاد الموضوع والقدرة على التفاعل مع يحدث داخل جلساته.

٣- الاستماع والإنصات: أغلب الجلسات الحوارية لا تحقق هدفها نتيجة لعدم توافر عنصر الإنصات سواء لدي من يديره أو لدى أطرافه، لذا فإن استيعاب ما يقوله الجميع بشكل صحيح وتجنب الخروج عن موضوع النقاش، وعدم مقاطعة المتحدث أحد أبرز عوامل نجاح أي حلقة نقاشية.

٤- وجود صفات القائد الذي يستطيع أن يجعل الجميع ينصت لتعليمات إدارة الحوار دون أي خلل أو زعل، ولديه القدرة على نزع فتيل أي توتر قد يحدث بين أطراف الحوار.

٥- العدالة: ويقصد بها إتاحة الفرصة لجميع الأطراف مهما بلغ عددهم للتعبير عن أفكارهم والدفاع عنها بشكل عادل.

٦- الاحترام وتقبل وجهات النظر: سواء بين من يدير الحوار وأطرافه، أو بين أطرافه بعضهم البعض مما يؤدي إلى تقبل وجهات النظر الأخرى واحترامها والرد عليها بطريقة محترمة.

الحوار ما هو إلا عملية تشاركية تسعى للوصول إلى توافق نحو موضوع محدد، ودور من يديره تذليل كافة العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.