لم أكن اتخيل يوما أن أرى أولادي علي خشبة مسرح عام وكلهم ثقة دون خوف أو قلقل من الجمهور الغفير الذي حضر وتضمن عددا من كبار الشخصيات في الدولة، إلي جانب مجموعة من الفنانين وأولياء الأمور والعامة.
لم أشعر وأنا أشاهد عرض “فلوسك إيه” أن هذه هى المرة الأولي التي يقف فيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٥ عاما على المسرح، وإنما كل ما شعرت به حماس وطاقة كبيرة لديهم لتوصيل فكرتهم ورغبة قوية في النجاح لرد الجميل للكيان الكبير الذي احتواهم ووثق فيهم وسعي لاكتشافهم وتطوير مهاراتهم وخلق داخلهم الثقة بالنفس.
فلوسك أيه فكرة بسيطة حاول الأطفال أو كما يطلقون على أنفسهم ” أولاد التنسيقية” من خلالها تبسيط مفهوم للتنمية المستدامة وكيفية الحفاظ على مواردنا.
فلوسك إيه هي إحدى مخرجات مبادرة “أبني أديبا” التي أطلقتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين منذ نحو ٧ شهور للاهتمام بالنشء الذي سيكون نواة الجمهورية الجديدة.
بدأت مبادرة أبني أديبا بتعليم الأطفال مهارات كتابة القصة القصيرة علي يد الكاتبة الكبيرة الدكتورة سماح أبو بكر، ثم تعليم أسس البرمجة بإشراف الدكتورة منى طمان، ليقوم الأطفال بتحويل ما كتبوه من قصص لأفلام كرتون، ثم مرحلة تطوير مهارات الرسم لديهم علي يد عدد من المتخصصين، وفي كل مرحلة من مراحل المبادرة اثبت الأطفال أنهم جديرون بما يتم معهم وعلى استعداد للمزيد.
ترجم الأطفال ما تعلموه في اسكتش بسيط عن التنمية المستدامة هم من قاموا بتأليفه وتمثيله تحت إشراف وتنظيم مجموعة كبيرة من أعضاء التنسيقية، واستطاعوا من خلال هذا الاسكتش أن يحظوا بإعجاب واحترام جميع الحضور ولما لا فهم “أولاد التنسيقية”.
بلا شك أن شخصية وطريقة تفكير وسلوكيات هؤلاء الأطفال اختلفت تمام عما كانت عليه قبل المشاركة في المبادرة فقد أصبح لديهم من الانضباط والمسئولية والثقة في النفس بما يجعلهم قادرين على التغيير نحو الأفضل.
فشكرا تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لأنها أزاحت الستار عن جوانب في شخصية أبنائنا لم نكن نحن أولياء الأمور على وعي بها
