د. حازم عمر يكتب | مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

0

تظل القضية الفلسطينية قضية مركزية وقضية القضايا بالنسبة لمصر. ففي كلمته خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية في 12 أكتوبر الجاري، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة لشعوب الأرض تتضمن كلمات واضحة وعبارات لا تحتمل التأويل قائلاً “إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي في وجدان الضمير المصري ما جعل مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربي المشــروع حين كانت الحرب فكنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين”. وقد تزامن هذا الحديث مع التطورات التي شهدها قطاع غزة وتعرضه لقصف همجي ووحشي من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستمر جيش الاحتلال في أعماله الوحشية التي استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وكانت الفاجعة الكبرى يوم الثلاثاء 17 أكتوبر حيث ارتكب جيش الاحتلال جريمة بشعة استهدف خلالها المستشفى الأهلي العربي الكائنة في حي الزيتون بمدينة غزة والتي أدت إلى استشهاد مئات الفلسطينيين ووقوع مئات الجرحى والمصابين، وجاء ذلك في وسط صمت كبير من والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التي أعلنت صراحة تضامنها مع حكومة الاحتلال، فقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن دعم بلاده لإسرائيل ثابت كالصخر، وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس مؤتمرًا صحفيًا أكدا فيه تضامنهما مع دولة الاحتلال، وصرح رئيس وزراء بريطانيا بأن دعمه لإسرائيل لن يتوقف حتى تكسب الحرب. ولم تكتف هذه الدول بتصريحاتها الداعمة لدولة الاحتلال فتسابقوا لزيارتها وتأكيد دعمهم لها، بل وصل الأمر إلى إرسال معدات عسكرية وأسلحة، فأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات “جيرالد فورد” وتلاها حاملة الطائرات الثانية “يو اس اس أيزنهاور” لدعم تل أبيب في مواجهة قطاع غزة المكتظ بالسكان والذي يحاصره جيش الاحتلال براً وبحراً، وترصد طائراته كل حركة فيه، وتمادوا في تصرفاتهم فرفضوا مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا لمجلس الأمن الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في القطاع، وكأنهم يطلبون من جيش الاحتلال الاستمرار في قتل المدنيين. فعن أي دعم يتحدثون؟ دعم لتهجير الفلسطينيين عن أوطانهم، دعم لاستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، دعم لقطع الماء والغذاء عن الفلسطينيين والموت جوعى وظمأ!! وعلى الرغم من أن الموقف الأمريكي والأوروبي كان متوقعًا، لكن مصر والعالم أكبر منهم، فاتخذت مصر والدول العربية والإسلامية والصين وروسيا والعديد من الدول المتعاطفة مع الفلسطينيين مواقف مختلفة. ولقد كان المشهد الرائع خروج الملايين من المصريين بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم السياسية ليجسدوا القومية المصرية في صورة رائعة دعماً للقيادة السياسية في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية لتعلم إسرائيل ومن ورائها أن الأمن القومى المصري خط أحمر وأن سيناء في القلب وأية محاولة للعبث في ذرة من رمالها سيتم مواجهته بكل حسم. فالحقيقة التي يجب أن تدركها إسرائيل أنه لا سبيل لحل القضية الفلسطينية إلا بالانسحاب من الأراضي المحتلة والقبول بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وليس حلاً أخر، فلهم في حرب أكتوبر المجيدة وما يشاهدوه من وحدة وتجانس بين أبناء الوطن في أوقات الأزمات عبرة وعظة.

* د. حازم عمر، عضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.