د.خالد بدوي يكتب | رسائل الراحل “أحمد زيدان”
حينما تسأل أحدًا ما هو الحُب؛ تجده يأخذ نفسًا عميقًا وينظُر إلى السماء؛ ويقول وقد تملكت منه مشاعره الحقيقية: “الحُب هو التضحية دون انتظار المُقابل؛ وهو الخدمة دون انتظار الشُكر؛ وهو المساعدة دون انتظار رد الجميل”.
أبدأ مقالتي مُتأثرًا برسائل النائب الراحل أحمد زيدان؛ الذي رحل عن عالمنا إلى ساحة قضاء الله حيث العدل المُطلق والحُب المُطلق والجزاء الحَسَن.
رَحل زيدان في أجواء تملأها نسائم الرحمة والمحبة من أهله وأبناء دائرته وأصدقائه؛ رَحَل وهو يقتطع من قلوبنا شيئًا عظيمًا؛ لكنه أراد برحيله أن يترك لنا رسائله الخالدة.
الرسالة الأولي: “أنا أحمد زيدان؛ ما حبش يتقالي النائب؛ أنا شاب من الشباب وخلاص”.. ترك لنا زيدان رسالته الأولي محفوفة بالتواضع الجَم؛ الذي قلّما نجده ونلمسه؛ تاركًا كل ما كان خلف ظهره معتبرًا نفسه إنسانًا كرّس حياته لخدمة الناس دونما مقابل أو انتظار نظير.
الرسالة الثانية: “أنا ربنا خلقني لخدمة الناس”.. كان زيدان الأكثر حظًا بهذه النعمة العظيمة؛ وهب حياته متعمقًا في مشاكل الناس؛ يذهب ويروح معهم؛ يتناقش حولهم وبينهم؛ يستقبلهم؛ ينزل ومعه المسئولون ليحقق المعادلة الصعبة في تحقيق الحب.
الرسالة الثالثة: “أنا عندي طموح مالوش حدود؛ زي ما قدرت أدخل المجلس وكنت أصغر نائب في 2015”.. لم يكن لطموحه سقف؛ يحلم بعيدًا جدًا، وكانت إرادته فولاذية، لا تنحني أمام أي صعاب، ولا تترنح أحلامه بأي سقوط، استطاع في 2015 أن يهزم نحو 34 مرشحًا بنظام الفردي، وانتصر على المال السياسي، وانتصر بنفسه بعد أن التف حوله الشباب.
الرسالة الرابعة: “ما تستعجلش حاجة؛ كل حاجة في وقتها حلوة”.. كان دائمًا كيّسًا فطنًا يقظًا؛ يعلم أساس كل مشكلة ويتتبع الحل في هدوء؛ مبتعدًا عن الصخَب والتهليل؛ هادئًا في كلماته ونظراته؛ وكان دومًا متبسمًا ورقيقًا.
في الحقيقة إن زيدان رسائله عظيمة؛ ورأيت أثرها ونحن نشيعه إلى مثواه الأخير بعد أن رأيت الناس جميعًا يشهدون له بالصلاح والخير.
رَحل زيدان عنّا وأسكن في قلوبنًا حزنًا؛ تطيب مشاعرنا تلك الرسائل والدروس التي تركها خلفه؛ مثل أعماله الذي أكسبته حبًا غير عادي من جميع من عرفه وكل من لا يعرفه.
رحم الله زيدان .. وألحَقَنا به علي خير